المقاتلون الأجانب في سوريا.. قنبلة موقوتة تهدد دمشق

مركز الأخبار

في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السورية، يبرز ملف المقاتلين الأجانب كأحد أبرز التحديات التي تواجه السلطة الجديدة في دمشق بقيادة أحمد الشرع. فبينما يُصعّد تنظيم داعش الإرهابي من لهجته المعادية، داعياً هؤلاء المقاتلين إلى الانقلاب و الانشقاق، تُطلق عواصم غربية تحذيراتها لدمشق من مغبة إيواء المتطرفين الأجانب.

داعش: دعوات للتمرد ووصف الشرع بـ “الخائن

يُشجّع تنظيم داعش، بحسب ما نشره موقع “دويتشه فيليه عربي”، المقاتلين الأجانب على التمرد على السلطة الجديدة في دمشق، واصفاً رئيسها أحمد الشرع بـ “خائن القضية” و”كافر” و”عبد”، بل ويذهب إلى حد اتهامه بـ “التذلل أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”. هذه الدعوات ليست مفاجئة في سياق العداوة التاريخية بين داعش و”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، التي أسسها وقادها الشرع.

فالعداوة بين الطرفين تعود إلى فترة ما بين عامي 2012 و2013، حين كانت “جبهة النصرة” جزءًا من “داعش” قبل أن تنشق وتتحالف مع تنظيم “القاعدة”. وبعد قطع العلاقات مع “القاعدة” في عام 2016، قضت “هيئة تحرير الشام” قرابة عقد من الزمان في قتال مرتزقة “داعش” في أجزاء واسعة من البلاد.

دعوات الانشقاق: ملف المقاتلين الأجانب يتصدر المشهد

لا يقتصر خطاب داعش على التحريض العام، بل يتجاوزه إلى دعوات صريحة للعناصر الأجنبية في سوريا للانشقاق عن سلطة دمشق والانضمام إلى صفوفه. وقد حث التنظيم المقاتلين الأجانب الغاضبين من دبلوماسية الشرع مع الولايات المتحدة على الانضمام إليه.

هذه الدعوات، بالإضافة إلى اللقاء الذي جمع الشرع بترامب، أعادت الاهتمام إلى واحد من أكثر الملفات تعقيدًا التي تواجهها السلطة الجديدة في دمشق: ملف المقاتلين الأجانب المتواجدين على الأراضي السورية.

آلاف المقاتلين الأجانب: خطر كامن

من الصعب تحديد العدد الدقيق للمقاتلين الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب “هيئة تحرير الشام”، إلا أن التقديرات تتراوح بين 1500 و6000 مقاتل. وتُشكل أكبر مجموعة منهم من الأيغور، أو “التركستان”، القادمين من وسط وشرق آسيا، بما في ذلك الصين. كما يضم هؤلاء المقاتلون عناصر من روسيا، ودول سوفيتية سابقة، ومنطقة البلقان، وتركيا، ودول عربية، ودول أوروبية.

غالبية هؤلاء المقاتلين قدموا إلى سوريا في بدايات الأزمة استجابة لدعوات تنظيم داعش التي كانت تسعى حينها لإقامة ما أسماه بـ “الخلافة”. ويلعب بعض هؤلاء العناصر دورًا مهمًا، حيث تشير تقارير إلى وجود كتيبة إيغورية تعمل كقوة أمنية شخصية للشرع. يُعلق الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، على ذلك بالقول إن هؤلاء “هم أساسًا من يحمونه لأنه يثق بهم، ويُنظر إليهم كرفاق سلاح”.

سيناريوهات المستقبل: انشقاق المتشددين؟

يطرح مراقبون وباحثون سؤالاً حول مستقبل هؤلاء المقاتلين في ظل التوجهات المحتملة لسلطة دمشق. ففي حال استمرت “هيئة تحرير الشام” في اتجاهها نحو الاعتدال النسبي، والذي قد يشمل التسامح مع النساء غير المحجبات، والسماح ببيع الكحول، والمشاركة في عملية سياسية على النمط الغربي، يرى محللون أن هناك احتمالاً لانشقاق العناصر المتشددة داخل “هيئة تحرير الشام”، وخاصة الجهاديين الأجانب، أو تعاونهم مع تنظيم داعش أو “القاعدة”.

هذا التطور المحتمل يضع السلطة الجديدة في دمشق أمام خيارات صعبة، إذ يمثل ملف المقاتلين الأجانب قنبلة موقوتة تهدد سلطتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى