تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل وسط تهديدات متبادلة
زيوا نيوز/شرق الأوسط
يبدو أن النزاع بين إيران وإسرائيل قد وصل إلى مرحلة جديدة من التصعيد، بعد سلسلة من الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل يوم السبت الماضي على مواقع إيرانية في سوريا، مستهدفة قواعد صواريخ ومصانع أسلحة ودفاعات جوية. بينما وصفت تل أبيب وواشنطن هذه الضربات بأنها ناجحة، أعلنت طهران أنها تمكنت إلى حد كبير من تحييد آثارها. وفي ظل هذه التطورات، تتصاعد التهديدات المتبادلة بين الجانبين، مما يثير المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع.
في هذا السياق، صرّح نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد رضا نقدي، يوم الأربعاء، أن إسرائيل ستواجه “ضربات ساحقة” في الأيام المقبلة ردًا على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. ويأتي هذا التهديد وسط تصاعد الخطاب العدائي بين الطرفين، حيث توعدت إيران برد قوي على ما وصفته بـ”الاعتداءات المتكررة” من قبل اسرائيل.
من جانب آخر، أفاد تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية، أن الغارات الإسرائيلية التي وقعت في 26 أكتوبر استهدفت مركز “شاهرود” الفضائي في محافظة سمنان شمال إيران. وتشير الصور إلى وقوع أضرار في أحد المباني التابعة للمنشأة، التي يُعتقد أنها تستخدم لإنتاج محركات صواريخ تعمل بالوقود الصلب، وهي مكون أساسي في برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
في المقابل، حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، يوم الثلاثاء، من أن إيران ستواجه “ضربات قاسية للغاية” إذا قررت الرد على الهجوم الأخير. وأكد هاليفي أن إسرائيل “لم تنه هذا الحدث بالكامل، فنحن في منتصفه”، مما يشير إلى أن التصعيد قد يتواصل في الأيام المقبلة.
بدوره، أكد وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، يوم الثلاثاء، أن بلاده تمتلك القدرة على تنفيذ عمليات مشابهة لتلك التي نفذتها في شهري أبريل وأكتوبر، مشيرًا إلى أن الضربات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيرة التي استهدفت إسرائيل في تلك الفترة أصابت نحو 90% من أهدافها. وشدد زاده على أن القدرات الدفاعية الإيرانية في مستويات عالية، مما يجعل الرد الإيراني محتملًا في أي وقت.
وعلى صعيد آخر، لا تزال إيران تركز على الأوضاع في قطاع غزة، حيث دعا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات على إسرائيل لوقف حملاتها العسكرية في غزة ولبنان. كما انتقد عراقجي الدعم المستمر الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل، معتبرًا أن هذا الدعم يشجعها على مواصلة هجماتها في المنطقة.
يبدو أن الأيام القادمة قد تشهد المزيد من التصعيد بين إيران وإسرائيل، مع استمرار التهديدات المتبادلة والتوترات العسكرية في تصاعد، مما يثير قلقًا متزايدًا بشأن استقرار المنطقة.