الرحى (ده ستار)في التراث الشنگالي

مقالات / حيدر عربو اليوسفاني
عرفت في تراثنا منذ فترة قديمة جداً ، تعتبر من ضمن الادوات المهمة لدى الاسرة الشنگالية ، وهي اداة يومية الاستعمال وليست موسمية كما يتبادر لاذهان البعض ، وفي الماضي كانت تتواجد في كل بيت ولم تكن جداتنا و امهاتنا يستطعن الاستغناء عنها ، لكن مع التطور و الحداثة لم يبق منها سوى ما ندر في بعض القرى .
ويعود عمر حجر الرحى او مايقابلها باللغة الكوردية (Destar) الى الاف السنين ، ويعتبر من اول مطحنة تم ابتكارها الانسان و كانوا اجدادنا يستخدمونه في جرش حبوبهم و لايزال اهالي شنگال يعتمدون على الطبيعة في تأمين احتياجاتهم المنزلية حيث يكتفون ذاتياً من الحبوب و المحاصيل الزراعية ، كما انهم يعتمدون على الآلات القديمة في جرش الحبوب مثل القمح و الشعير و العدس و غيرها .
وان هذا الحجر بات نادراً وجوده الإ في عدد من البيوت من القرى جبل شنگال .
طاحونة الرحى (الجاروشة ) : وهي عبارة عن صخرتين دائرتين سمك الواحدة من (15-10) سم نصف قطر الواحدة لا يتعدى (40) سم تحتوي كلا الصخرتين في مركزها على ثقب دائري نصف قطره حوالي (5) سم كما يوجد في احدى الصفحتين ثقب اخر اصغر حجماً من الاول توضع في داخله قطعة خشب اسطوانية الشكل لغرض الامساك بها باليد عند الاستخدام .
توضع الصخرة التي تحتوي على الثقب الجانبي فوق الصخرة الثانية و توضع قطعة خشب اسطوانية نصف قطرها اقل بقليل من نصف القطر ثقب مركز الصخرتين و ذلك لغرض تعشيق الصخرة الاولى مع الثانية .
توضع حبات الحنطة او الشعير او العدس في المجال الذي يتوسط الصخرة و قطعة الخشب التي هي في مركز الصخرة ، ثم تدار باليد كما موضح في الصورة فتقوم بطحن الحبات التي تكون مابين الصخرتين بفعل ثقب الصخرة و الحركة الدورانية للصخرة التي هي فوق وتعاد عملية الجرش اكثر من مرة لكي يتم الحصول على مادة الطحين او برغل .
هذا و قد ارتبطت الرحى (Destar) باهازيج خاصة عرفت باسماء مختلفة منها اغاني الر حى (Dorikêin destari) واغاني المجرشة و اغاني الجاروشة .