المواقع الأثرية في جبل شنكال

مقالات/حيدر عربو اليوسفاني

يُعد جبل شنكال من أبرز المواقع الأثرية التي تزخر بالبقايا التاريخية العريقة، حيث يحوي آثارًا تعود إلى الحضارات السومرية، الآشورية، الرومانية، الساسانية، والإسلامية، مما يجعله محطة هامة للحضارات والأديان المختلفة. فيما يلي عرض بحثي لأهم المواقع الأثرية في جبل شنكال:

مقدمة

يُعتبر جبل شنكال شاهدًا حيًا على تعاقب الحضارات المختلفة منذ آلاف السنين، حيث توجد فيه العديد من المواقع الأثرية التي تحمل بصمات فترات زمنية متعددة، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ، وصولًا إلى العصور الإسلامية. كان الموقع محط اهتمام للأمم السابقة بسبب موقعه الاستراتيجي، مما جعله منطقة مهمة للتجارة، والأغراض العسكرية، والدفاعية.

1- كهوف وادي شلو

يُعد وادي شلو أحد أهم المعالم الأثرية، ويحتوي على أكثر من 366 كهفًا، بعضها كبير وعميق، ويُعتقد أن الوادي كان مأهولًا بالسكان في العصور الغابرة. تشير الروايات إلى أن شخصًا يدعى “شلو” كان يسكن هذا الوادي وكان مفسرًا للأحلام. ويتميز الوادي بوجود شبكة قديمة للمياه، مما يدل على التخطيط الهندسي المتقدم في ذلك الوقت.

2- ديواري نيفا دني (حائط تقسيم العالم)

يتكون من جدار حجري يمتد لعدة كيلومترات من جنوب الجبل صعودًا، ويُقال إنه تم بناؤه قديمًا كفاصل بين مناطق مختلفة. كما أن هناك احتمالات تشير إلى استخدامه كجدار لحماية البساتين في العصور القديمة.

3- سندل كلوب

وهي قمة صخرية شمال الجبل، ويرتبط اسمها بأسطورة تقول إن سفينة نوح اصطدمت بها، مما أدى إلى ثقبها. وتوجد في المنطقة المحيطة بها بساتين تين ومواقع أثرية قديمة.

4- موقع التل الأسود (طرىَ رةش)

يعود هذا التل إلى عصر الوركاء (3000 ق.م)، ويقع شرق شنكال بنحو 5 كم. يتميز التل بوجود بقايا معابد وآثار تعود لفترة السلالات المبكرة، وكان يستخدم كمركز ديني وتجاري.

5- قلعة بولاذ

تقع في الجهة الشمالية الغربية من شنكال، ويُعتقد أنها بُنيت خلال العهد الروماني، حيث كانت بمثابة قاعدة عسكرية. تحتوي القلعة على مقبرة، وكورة لصناعة الخزف، وعشرات البيوت المبنية من الكلس والحجر، إضافةً إلى صهاريج مياه منحوتة في الصخور الصلبة.

6- السور الروماني

يُعتبر أحد أعظم المعالم الأثرية في شنكال، حيث كان جدارًا محكمًا يحيط بالمدينة لحمايتها من الغزاة. يعود تاريخ بنائه إلى عهد الإمبراطور الروماني أوريانوس (136 م)، وتعرض للهدم وإعادة البناء عدة مرات خلال العصور المختلفة.

7- باب الخان (خانا شهوانيا)

وهو من بقايا خان أثري يقع بين تلعفر وشنكال، وكان محطة استراحة للتجار والمسافرين خلال العصر الأتابكي. وقد تعرض للتدمير على يد تنظيم داعش في عام 2014.

8- منارة شنكال

تأسست في القرن السادس الهجري (598 هـ) من قبل قطب الدين محمد الزنكي، وكانت تُستخدم كمنارة للمسجد وأيضًا كموقع دفاعي لمراقبة تحركات الأعداء. دمرها تنظيم داعش عام 2015.

9- تل حوش (طرىَ حوش)

يقع جنوب شنكال، ويعود إلى العصر الأكدي، حيث يعتقد أنه كان حصنًا دفاعيًا وموقعًا لإقامة القادة العسكريين. وقد تم العثور فيه على أوانٍ فخارية ونقوش أكدية.

10- محراب كوه كمت

وهو موقع أثري يعود للعصر الأتابكي، ويتميز بواجهة مزخرفة ومحراب منحوت يضم صورًا آدمية ونباتية، وهو محفوظ حاليًا في المتحف الوطني العراقي.

11- قلعة زاكورا

بنيت في عهد الإمبراطور الروماني سيتيموس سويرس (197-199 م) شرق شنكال، وكانت بمثابة قاعدة عسكرية هامة.

الخاتمة

تمثل المواقع الأثرية في جبل شنكال إرثًا ثقافيًا وحضاريًا غنيًا، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة من الإهمال والتدمير، كما حدث خلال الحروب الأخيرة. ومن الضروري العمل على توثيقها وحمايتها لضمان استمرار هذا الإرث للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى