ايزيدييّ نينوى بين السبي والتنكيل

مقالات شهاب احمد الصفار

لم يكن لدى مقاتلي التنظـEـم العراقيين الذين عاصروا الجماعات الإرهـ١بية منذ انطلاقها منتصف ٢٠٠٣ في نينوى ادنى فكرة عما ينتظرهم من تحديثات لأدبيات التطرف التي يعتنقونها، ولم يعاصروا على مدى ١١ سنة اي طريقة للتعامل مع الأيزيديين سوى القـTـل والتنكيل وإبادة قرى بأكملها عن بكرة ابيها على غرار ما كان يصنعوه مع القرى الشيعية آنذاك

إجتماع الهيئة المفوضة
قوانين إباحة جديدة دخلت قاموس الجماعة بعد السيطرة على الموصل مطلع حزيران ٢٠١٤، عقب إجتماع مطول خاضه أعضاء الهيئة المفوضة التابعة للرعاع ضمت اعضاء منتخبين من مجلس شورى الـTـنظيم “انصار – مهاجرين” (عراقيين، عرب، اجانب) اوصت بعد التصويت بالأكثرية عدا ثلاث قادة عراقيين، بإعادة تفعيل ركن “سبيّ اللاكتابيات – الايزيديات” المعطل منذ اخرى معارك الفتوحات الإسلامية.

آب الأسوّد
اوصت وزارة الحرب التابعة للرعاع آنذاك مقاتليها ببدء إجتياح القرى التي يكثر فيها اهالي نينوى من الديانة الأيزيدية مطلع شهر آب سنة ٢٠١٤ لينتج عن ذلك ابادة لألاف الرجال وسبيّ نسائهم واطفالهم بعد إنسحاب القوات الامنية المكلفة بحمايتهم وترك الايزيديين لقمة سائغة للرعاع.

انسحاب مفاجئ لقوات البشمركة من قضاء سنجار تسبب بالسيطرة الكاملة للرعاع على القضاء يوم ٣ أغسطس / آب ٢٠١٤ وقتلوا عددا كبير من الإيزيديين يصل لحوالي ٣٠٠٠ شخص حسب الإحصائيات التي حصلت عليها مؤخراً وقاموا بسبيّ العديد من النساء الإيزيديات مع اطفالهن، بينما هرب البقية إلى جبل سنجار وحوصروا هناك لعدة أيام ومات العديد منهم هناك بسبب الجوع والعطش والمرض حتى تدخل التحالف والقوات العراقية لإنقاذ من تبقى منهم.

إحصائيات الإبادة
تسببت الحملة على الايزيديين بصورة عامة بمقتل حوالي ٥٠٠٠ إيزيدي واختطاف ٣٠٠٠ آخرين وتشريد الالاف منهم في دهوك وأربيل وزاخو، فضلا عن تعرض ١٥٠٠ امرأة للسبي، وبيع منهم ١٠٠٠ بالسوق كسبايا بين المقاتلين، بينما نشر تـNـظيم د١عش فيديو يقولون فيه أن المئات من الإيزيدية دخلوا الإسلام ويظهر مجموعة منهم تردد الشهادة وتصلي وهم محاطون برجال التنظـNـم ليرتدوا عن الإسلام ويعودوا لدينهم الأصلي بعد خلاصهم من سيطرة الرعاع.

غرور المناصرين وإحياء الرق
كذّب المناصرين للرعاع اخبار السبي انذاك، واستقتلوا للدفاع عن اخلاقيات ما وصوفهم انذاك بثوار العشائر، لكن التنظـEـم اقر بعد إنتهاء حملته على الأيزيديين بأخذه لنساء أيزيديات “سبايا” من خلال مجلة “د١بق” التابعة له والتي صدرت في حينها باللغة الإنجليزية وتم توزيع نسخ مترجمة منها، حمل تسلسل العدد الرابع، خصص الذراع الإعلامي للتنظـEـم فقرة كاملة من عدة صفحات لشرح إقدامه على هذه الخطوة وتفسيرها مُرفقة بالقرائن التي تخدم توجهه هذا.

الفقرة المقصودة اتت بعنوان “إعادة إحياء الرق قبل حلول الساعة”، يشير تنظـEـم “الرعاع” الى أنه من “غير الطبيعي أن تستمر الأقلية الأيزيدية في الوجود في سهل نينوى وفي العراق والشام عموما” ذلك إن تم اتباع “ما أوصى به النبي محمد منذ ١٤٠٠ عام فيما يخص التعامل مع المشركين من الذين يرفضون اعتناق الإسلام” مضيفاً أن “الأيزيديين هم من عبدة الشيطان” مستنداً في تفسيره على طقوسهم وعلى “توصيفهم بذلك من قبل عدد من الخبراء الغربيين والمستشرقين الذين قاموا بأبحاث عنهم” بحسبه، وكون المقال باللغة الإنجليزية يُعتبر الاستشهاد بخبراء غربيين مسعي لإضفاء مصداقية إضافية لهذا التوصيف الذي اعتمده التنظـEـم.

تأكيد مجلة د١بق
ويؤكد الرعاع بحسب د١بق أن “طلاب العلم [في صفوفه] بحثوا ودرسوا قضية توصيف الأيزيديين قبيل دخوله إلى مناطقهم في سنجار” قبل إجتماع اللجنة المفوضة وتقديم توصياتها لمجلس شورى الإفتاء وبذلك تم التعامل مع الأيزيديين “على خلاف التعامل مع النصارى واليهود الذين يمكن أن يدفعوا الجزية” أي أن يستمروا في دينهم وطقوسهم لكن وفق شروط الشريعة الإسلامية، وذلك بخلاف نساء من يعتبرهم التنظـEـم بـ”المرتدين”، حيث يُمنع سبيّهم شرعا.

منطق توزيع السبايا
ومن هذا المنطلق وبعد هذا “التفسير الشرعي” الذي اعتمده الرعاع، تم خطف الاف النساء الأيزيديات بعد سيطرة الـNـنظيم على عدد من القرى الأيزيدية واعتُبِروا “سبايا” قبل “توزيعهن وأولادهن على المقاتلين من الذين شاركوا في معارك سنجار، وتم نقل خمسهم إلى املاك خلافتهم المزعومة” أي اقتسامهن كأية غنيمة حرب.

سبايا للبيع
ثم تأتي جملة تؤكد أنه تم بيّع عدد من النسوة، ألا وهي “مقاتلي الد9لة الإسلامية يبيعونهن كما الصحابة قبلهم” ذلك فضلا على تأكيد “عدم تفريق الأمهات عن أولادهن” وعلى أن أن العديد منهن “اعتنقن الإسلام” و كان قد سبق وأصدر الرعاع كما ذكرنا انفاً فيديو لاعتناق عدد من الرجال الأيزيديين للإسلام الذي “تم بالإكراه وخوفا من الموت”

اهالي الموصل متفاجئون !
فوجئ المصلون في الموصل، التي خضعت آنذاك بالكامل لسيطرة د١عش، بعشرات المسلحين من عناصر التنظـEـم يقومون بتوزيع المنشور ادناه عقب صلاة “المغرب”، في الساعات الأولى من مساء الجمعة، وجاء المنشور الملون في شكل أسئلة وأجوبة حول سبي النساء ووطئهن جنسياً.

واكد مجموعة من شهود العيان في حينها أن منشور د١عش أصاب السكان بـ”الصدمة”، وذكر أحدهم أن “الناس بدأوا يتجمعون في مجموعات صغيرة، للحديث عن هذا المنشور”، وأضاف: “الناس في حالة صدمة، لكن لا أحد يمكنه أن يفعل شيئاً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى