بيان اتحاد ايزيديي سوريا حول هجمات الدولة التركية على مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا.


‎شنت الدولة التركية عمليات قصف واسعة طالت البنى التحتية في مناطق شمال وشرق سوريا، واستهدفت محطات الكهرباء والمياه والطاقة، وحقول النفط، ومرافق عامة ومنشآت حيوية، وذلك بعد ساعات قليلة من الهجوم الذي وقع في العاصمة أنقرة واستهدف مبنى وزارة الداخلية التركية.
‎لقد سارع المسؤولون الأتراك، وكعادتهم، في التهرب من الملفات الداخلية وتصدير الأزمات إلى الخارج، إلى اتهام الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بالتورط في الهجوم، بدون تقديم أي دليل أو سند، متوعدين بشن هجمات كبيرة وشاملة تطال كل مرافق الحياة والبنى التحتية في تلك المناطق التي تضم أكثر من خمسة مليون مواطن. ورغم النفي الرسمي الذي قدمته الإدارة الذاتية وقواها السياسية والعسكرية، عن عدم وجود أي علاقة لهم بمنفذي عملية أنقرة، وكذلك تأكيد التحالف الدولي على عدم وجود أي مؤشرات أو دليل حول علاقة الإدارة الذاتية بمنفذي هجوم أنقرة، إلا أن الدولة التركية وجدت في الهجوم فرصة ذهبية لشن سلسلة من الهجمات الجوية التي استهدفت بالدرجة الأولى تخريب البنى التحتية وتدمير المرافق العامة، وخاصة محطات الكهرباء والمياه وآبار النفط، بغية التأثير في حياة المدنيين واغلاق سبل العيش في وجههم. لقد أسفرت هذه الهجمات المستمرة حتى ساعة كتابة هذا البيان، عن استشهاد وجرح عشرات المواطنين الأبرياء.
‎إننا في اتحاد ايزيديي سوريا إذ ندين الهجمات التركية التي استهدفت وتستهدف المرافق العامة والبنى التحتية في شمال وشرق سوريا، والتي تساهم في تخريب تلك المنطقة واشاعة الفوضى فيها، والتأثير في حياة المواطنين هناك، فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والعاجل لوقف العدوان التركي، والحيلولة دون مواصلة الدولة التركية لسياساتها المعادية في تخريب مناطق شمال وشرق سوريا، ودعم الجماعات الجهادية والمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون. ونؤكد على أن ما يجري في تركيا من صراع ومواجهات، إنما هو مشكلة داخلية تركية، على الحكومة التركية أن تحلها عبر الحوار والتفاوض والحل السياسي، بدل لجوئها إلى السلاح والحرب وتصدير مشاكلها الداخلية إلى الجانب السوري.
‎لقد عانى الإيزيديون من الاحتلال التركي ودعمه للمجموعات المسلحة كثيراً، فقد أسفر الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين ومنطقة سري كانيه/ رأس العين عن قتل وتهجير الإيزيديين، واقتلاعهم من أرضهم، وعمدت الدولة التركية والمسلحون الموالون لها إلى تدنيس مزارات الإيزيديين، ومصادر أملاكهم ودورهم ومنحها إلى المستوطنين، بغية احداث التغيير الديمغرافي في تلك المناطق. لقد وقعت جريمة انسانية بحق الإيزيديين في كل من عفرين وسري كانيه/رأس العين تحت مرأى وبصر من المجتمع الدولي. وما زالت الدولة التركية تطارد وتقصف المهجرين الإيزيديين في مخيمات شهبا وواشو كاني، وتستهدفهم كل يوم.
‎إن العدوان التركي الأخير وقصف البنية التحتية لمناطق شمال وشرق سوريا، يحول تلك المناطق إلى مناطق حرب وفوضى، ويجعل من الحياة فيها جحيماً لا يطاق، كما ويمنح الفرصة لتنظيم “داعش” الإرهابي وبقية المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون للهجوم عليها والاجهاز على ما تبقى من سبل الحياة والعيش.
‎إننا في اتحاد ايزيديي سوريا، كممثل رسمي عن الإيزيديين في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، نعلن بأننا سنتحرك على المستويات السياسية والدبلوماسية لشرح تداعيات القصف التركي وتخريب البنى التحتية وسبل الحياة في مناطقنا، وندين العدوان التركي الذي ينتهك حق الحياة وسيادة الدولة السورية، وندعو المجتمع الدولي للضغط على الحكومة التركية لوقفها وكف يدها عن مناطقنا، كما ونعلن تضامننا مع أهلنا المتضررين، وندعو بالرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى.

·

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى