تاريخ قرية اوسفا في جبل شنكال

مقالات /حيدر عربو اليوسفاني

قرية اوسفا تقع في شمال قضاء شنكال التابعة إلى ناحية الشمال (سنوني) و التي تبعد عنها على بعد 20 كم و تحيطها الجبال جنوباَ , و تقع مابين قريتي بكرا شرقاَ و راشد و قرية عسن غرباَ ومن شمالها سلاسل و التلال ومنطقة القرية أراضي وعرة من جميع الجهات وفي الجبل الممتدد جنوبي وادي كيروخ و وادي مندبيا ,اي تقع في باب كلي كيروخ .
تسمية القرية: سميت القرية اوسفا بهذا الاسم نسبة إلى بانيها اوسف (يوسف)الجد الأعلى للعشيرة ,ويقال ان تاريخ بناء هذه القرية يرجع إلى قبل مجيء الولي شرفدين (ع) بفترة زمنية محدودة ,ومن ثم أصبحت القرية ملجأ لبعض من عشائر الايزيدية القادمة من تركيا ؛فمن يلجأ إليها ويسكن ويستقر في القرية المذكورة فيحمل لقب العشيرة و يصبح اوسفياً لكن يبقى على نسبته و فصله الأول ,على سبيل المثال فخد فارسا جاء من قرية (سى قبا ) على ضفاف نهر الدجلة إلى قرية اوسفا وحملوا لقب العشيرة لكن ظلوا على نسبتهم الأصلية فارسا , وهكذا بالنسبة للعشائر الأخرى .
تأريخ القرية : تاريخ القرية قديمة جداً, فتعود تاريخها إلى الحضارة الرومانية القديمة قبل إسكان الايزيديين فيها,ومازالت أثار تلك الحضارة شاخصة للعيان ضمن رقعة الجغرافية للقرية , غالباً ما يعثرون أهالي تلك القرية على قطع من نقود المعدنية و جرَة فخارية في إرجاء القرية و داخل الأودية الجبل ,وهذا يؤكد ايضاً ان هذه المنطقة من بقايا الأزمنة الغابرة .
أما تسميتها بالعاصمة شرف دين ربما نستغرب من ذلك لكنها حقيقة ,حسب ما تناقله الأجداد للأحفاد يحكى ,عندما قدم شرفدين من لالش النوراني إلى جبل شنكال مع أصحابه فجاءت في أول الأمر إلى قرية اوسفا ؛فاستقبلهُ رجال المتحصنين في القرية بحفاوة و ضيَفوه …فاسترخى على حجراً كانت ومازالت في وسط القرية فأوصفه بالرائع ! فأخذ من كلي كور داراً له؛ فعندما يخرج من موكبه في الوادي باتجاه الغرب فيمر بالقرية المذكورة ,و يصدر قرارته فيها كل يوم فكانت القرية موضع قراراته, و لهذا سموها بالعاصمة شرف دين , علماً انه لم أخذت موكباً له ؛ لكنه لشد حب رجال القرية لوليهم الجليل سميت باسمه .
تتكون العشيرة اوسفا من أربعة قرى رئيسية منها :
1-اوسفا
2-كري عربا
3-نخسا عوج
4-تربكا
تكوين الاجتماعي للعشيرة :
1-فارسا
2-كور أدي
3- قرمندا
4-مالا علي
5-مام خنانا
6-شيوخ الشيخ مند
7-شيوخ الشيخ شمس
وسكنوا معهم فخذ أل (خني) الذين ينحدرون من بيت الخالد وهم مراراً و تكراراً يدعون أنهم اوسفيين ,وفي الآونة الأخيرة سكنوا معهم بعض بيوت من عشيرة ستالكا و علي سوركا ؛ مع العلم هناك بيت المجيور الذين يقومون بخدمة مزار شيخ بركات وهم مريدين من عشيرة قيجكا أيضا من ساكني اوسفا منذ زمان .

علماً إن العشيرة قائمة بذاتها فاغلب الأفخاذ عشيرة اوسفا يعدون نفسهم بالخالتين الذين أصبحوا فيما بعد ببيت الخالد بسبب الجيرة و المصاهرة لكن في الحقيقة عشيرة اوسفا أقدم مجيئاً إلى جبل شنكال من عشيرة بيت الخالد بفترة زمنية طويلة .
ومنذ القدم يعيشون أهالي القرية على بساتين الموجودة حول القرية و محصول هذه البساتين الاكثرة شهرة هو العنب والتين …أما الزراعة الديمية بالدرجة على المحاصيل الحنطة و الشعير و العدس و الحمص و البطيخ داخل هذه البساتين .
أهل اوسفا تعرضوا للتهجير لعشرات المرات خلال تاريخهم الحافل بالفرمانات كما وبسبب المعانات البربرية والقمع و الاضطهاد من قبل أنظمة عراقية سابقة ورحلوا إلى قرية نخسا عوج و تربكا و كري عربا و غيرها من القرى ومن ثم إلى المجمعات القسرية عام 1975 ولم يبقى في اوسفا إلا قليلاً من البيوت …أما في الأحداث الأخيرة لجأت إعداد هائلة من عوائل المنطقة و سكنوا القرية هرباً من بطش الإرهاب خوفاً على أرواحهم ؛ لمدة أسبوع لحين فك الحصار؛ فقسم منهم تمركزوا فيها و القسم الأكثر عادوا إلى مناطقهم .
و تم تزويدهم بالشبكة الكهربائية عام 2017
وحسب إحصائية أن عدد سكانها حالياً و حسب بطاقة التموينية لعام2025 بلغ أكثر من 200 عائلة من عشائر مختلفة.
و تم تاسيس اول مدرسة ابتدائية فيها عام 2018 باسم (مدرسة اوسفان المختلطة )و يديرها حاليا استاذ كمال قاسم عمر

نياشين المقدسة في القرية :
*صخرة شرفدين : صخرة مقدسة تقع في وسط القرية و محاطة بسور من الاحجار الصغيرة و يوجد بداخله شجرة الزيتون ؛ وهذه الصخرة مفروشة كالبساط , يقدر مساحتها بمترين مربع و قد سميت باسم شرفدين ؛لانه عندما جاءت الى القرية استراح عليها لبرهة من الزمن .واكراماً له سميت باسمه .

*مزار شيشمس : يقع هذا المزار في شرق القرية على راس تلة مرتفعة يمكن مشاهدته من مسافة بعيدة ,و يرجع تاريخ بناء هذا المزار إلى نحو 600 سنة من ألان كما يوجد بمدخله قبة صغيرة لقضيب ألبان ؛ ويوجد مقبرة حول المزار للشيوخ شيخ شمس ؛ ومتولوا المزار من احفاد عائلة شيخ دربو …وجماعية المزار تجري في منتصف شهر ايلول من كل عام بمشاركة أهالي اوسفا والقرى المجاورة ,

*مزار الشيخ بركات : يقع هذا المزار في اسفل مزار شيشمس باتجاه الشمال على بعد 500 متر تقريباً , كما يوجد بالقرب من مزار شجرة التوت يأخذ منها الزوار بعض من اوراقها او ثمارها في فصل الربيع بمثابة تسكرا الشيخ بركات لغرض التبرك , كما يوجد خلف المزار موضع (مقطرة) كانوا يوضعون فيها سابقاً مادة الجص لغرض تبييض القبة المزار .
ومتولوا المزارعائلة من عشيرة قيجكا من بيت عمي مجيور ؛ اما جماعية هذا المزار في نفس يوم جماعية شيشمس اي موعد جماعية المزارين تصادف معاً .

*دارا عسو : وهي شجرة مقدسة نبتت بالقرب من مزار شيشمس , و تصل عمرها الى أكثر من 500 سنة وارتفاعها حوالي 15 متر اما قطرها فتبلغ 6 امتار ولا تزال تورق الى يومنا هذا , وهي من نوع البلوط و لا تثمر إلا قليلاً قد يصل الى ثلاثة الى اربع ثمرات ؛ فينظر اليها اهالي القرية نظر مقدسة و هناك بعض رموز اخرى , كاسلافه ها چنچنكوكي و متكي عيسي و خرباتي نخسي و بانوكي ،و غيرها .
المصادر :
1-مقابلة شخصية مع مجيور مزار شيشمس بتاريخ 5/9/2019
2- مقابلة شخصية مع مجيور مزار شيخ بركات بتاريخ 1/9/2019
3- مقابلة شخصية مختار قرية كري عربا عيدو رشو ايزدو بتاريخ 1/9/2019
4- مقابلة شخصية مع عيدو خلي احد افراد القرية سابقاً بتاريخ 2/9/2019
5 – جولة ميدانية قمت به (الباحث)الى القرية و ضواحيها .

ح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى