شف برات عند الإيزيديين: ليلة مقدسة ومعانيها الدينية

حيدر عربو اليوسفاني

(الشف- برات)يتألف هذا التركيب من كلميتين كرديتين هما((شف))يعني الليل وبرات يعني التراب, فهي عبارة عن تراب ابيض يؤخد من مغارة بالقرية من مزار الشيخ شمس في معبد لالش ويتم خلطه مع الماء المقدس(ماء عين البيضاء) حيث يوضع في ذلك الماء يوماً كاملاً ليصبح عجينة فتصنع منها بلورات صغيرة من قبل الفتيان والفتيات البكر, وهي تعتبر مقسة جداً لدى الايزيدية… ويكثر استخدامها لديهم للتبرك في فض المنازعات وذلك سميت تلك الليلة المقدسة بهذا الاسم.
تصادف هذه الليلة في ليلة 14\15من شهر شعبان القمري وهي ليلة مقدسة لدى الايزيدية لانها ليلة ظهرت الشيخ حسن((احد اولياء الايزيدية)) بعد غيابه عن قومه لمدة(6)سنوات, حيث جاء بتعاليم دينية جديدة بعد تلقنه من قبل الملائكة.وعودة لتفسيرهذه المناسبة, هناك من يذكر ان(ليلة برات) ماهي الا الليلة اللاتي تصالحا فيها كل من الادانية والشمسانية, وكلاهما فرعان من فروع طبقة الشيوخ الايزيدية,التي كانتا قد دخلتا في سرلااع دموي لأسباب غير معروفة…وبهذه المناسبة فرح الايزيديون بشدة بهذا الصلح كي يستمر الصلح والسلام قامت مجموعة من الفتيات الايزيديات العذراء بصنع البرات واعطاء ذلك البرات لطرفي الصراع كي يتبادلاه… واستمر السرور والفرح بين الايزيديين يومين وليلة … واغلب المصالحات في الايزيدية تتم بواسطة البرات لقدسيتها فسمي بهذا الاسم.
كما يقوم رجال الدين بالتوجه نحو معبد لالش لأداء المراسيم الدينية الخاصة,بينما يلاحظ الناس في القرى يتجمعون على شكل مجالس صغيرة ولا ينامون حتى الفجر يقضونها بسرد القصص والحكايات واجراء المسابقات الفكاهية وبعد ان تشرق الشمس يبدأون بزيارة بعض المزارات القريبة ومن ثم يعودون الى منازلهم للخلود الى النوم,والجدير بالذكر ان البعض يكمل السهر حتى غروب الشمس اذ ان قضاء الليل سهرا مقترن برضاء الشيخ حسن, اما اذا قضى النهار ايضا بعده دون النوم فهذا الطقس يقترن بالشيخ شمس.
البعد الاجتماعي والديني لشف برات

شف برات لا تقتصر فقط على البعد الديني، بل تحمل أهمية اجتماعية حيث يجتمع الأفراد والعائلات، مما يعزز الروابط بينهم. كما أن هذه المناسبة توفر فرصة للتأمل والتوبة والاستعداد الروحي للسنة القادمة.

الخاتمة

تُعتبر شف برات ليلةً ذات أهمية دينية وروحية كبيرة لدى الإيزيديين، حيث تجمع بين الطقوس العبادية والتقاليد الاجتماعية التي تعزز التآلف بين أفراد المجتمع. ورغم خصوصيتها الدينية، إلا أن هذه الليلة تشترك في بعض معانيها مع طقوس مشابهة في ديانات أخرى، ما يعكس أهمية هذه الفكرة في العديد من التقاليد الروحية حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى