مركز نحن الأمل في سنجار يقدم خدماته المجانية لأطفال ضعاف السمع”

في إنجاز نوعي يُعد الأول من نوعه في قضاء سنجار ،مركز “نحن الأمل” للتخاطب وتنمية المهارات، والموجه خصيصًا لخدمة الأطفال زارعي القوقعة وضعاف السمع. هذا المركز، تأسس بمبادرة من الشابة مروة مراد، بالتعاون مع فريق من المتطوعات، في خطوة إنسانية تهدف إلى دعم شريحة مهمشة طالما عانت من نقص حاد في الخدمات المتخصصة.

حاجة ملحة واستجابة واقعية

لطالما واجه الأطفال الذين يعانون من ضعف السمع – سواء كانوا زارعي قوقعة أو من ذوي الإعاقة السمعية الطبيعية – تحديات كبيرة في التواصل مع محيطهم، بسبب غياب الدعم الكافي بعد إجراء عمليات الزرع أو نتيجة نقص برامج التأهيل المناسبة في المنطقة. وبحسب ما ذكره عدد من الأهالي، فإنهم كانوا يضطرون إلى السفر لمسافات طويلة، خصوصًا إلى مدن مثل دهوك و موصل ، لتوفير التدريب والخدمات اللازمة لأطفالهم، ما كان يشكل عبئًا نفسيًا وماديًا كبيرًا على الأسر.

المركز جاء ليضع حدًا لهذه المعاناة، ويوفر بديلًا محليًا عالي الجودة، يفتح أبوابه مجانًا للأطفال في سنجار، ويهدف إلى تطوير قدراتهم اللغوية والاجتماعية، مما يسهم في دمجهم بشكل فعال في المجتمع ويمنحهم الثقة بالنفس.

برنامج شامل ومخصص

تحدثت مروة مراد، مؤسسة المركز، خاص لوكالتنا “زيوا نيوز“، قائلة:
“انطلقت الفكرة من حاجة واقعية وملموسة في المجتمع. لم يكن هناك أي جهة توفر تدريبًا تخصصيًا للأطفال ضعاف السمع في سنجار، وكان الأهل في حيرة من أمرهم. لذلك قررنا أن نؤسس هذا المركز ليكون نقطة ضوء في حياة هؤلاء الأطفال.”

وتضيف:
“بدأنا حاليًا بتقديم جلسات تدريبية وتسلسلية لتسعة أطفال، جميعهم يخضعون لبرامج مخصصة يتم تصميمها وفقًا لاحتياجات كل طفل، سواء على مستوى التخاطب، أو تنمية المهارات الإدراكية والاجتماعية. كما نفتح الباب لاستقبال المزيد من الأطفال في المراحل القادمة.”

تشمل الجلسات تدريبات على النطق، والتمييز السمعي، وتعليم المهارات الحركية الدقيقة، إلى جانب جلسات دعم نفسي للأهالي لمساعدتهم على التعامل مع احتياجات أطفالهم بشكل أفضل.

دعوة مفتوحة للدعم والمشاركة المجتمعية

وأكدت مراد في حديثها ” أن المشروع لا يزال في بداياته ويعتمد بشكل كامل على الجهود التطوعية والدعم الفردي من الأهالي وأصحاب الخير.
“نحن بحاجة ماسة إلى دعم الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات الخيرية، كي نتمكن من تطوير البنية التحتية للمركز، وتوسيع الكادر التدريبي، وشراء الأدوات التعليمية والتقنيات السمعية الحديثة التي يحتاجها الأطفال لتحقيق أقصى استفادة ممكنة.”

أثر مستقبلي واعد

مع انطلاق مركز “نحن الأمل”، يُتوقع أن يكون له تأثير عميق على مستقبل الأطفال من ذوي ضعف السمع في سنجار، ليس فقط من حيث تطوير مهاراتهم اللغوية، بل أيضًا في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتحقيق اندماجهم في المجتمع التعليمي والاجتماعي على نحو أكثر فعالية.

ويمثل هذا المشروع خطوة جريئة نحو بناء مجتمع أكثر شمولًا وإنصافًا، حيث لا يُترك أي طفل خلف الركب بسبب ظروف صحية خارجة عن إرادته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى