من ابيار الايزيدية “بير الوبكر”

حيدر عربو اليوسفاني
بلا ريب ان طبقة البير احدى طبقات الاساسية في المجتمع الايزيدي ؛ و تتالف من اربعون بير او اكثر ،الوبكر احد اولياء الايزيدية من طبقة البير عاش و ترعرعَ في معبد لالش النوراني الذي كان في خلوة دائمة في احدى كهوف معبد لالش و المعروف باسمه “كهف الوبكر” الواقعة في الجهة الشرقية من جبل عرفات حيث كان يصوم ثلاثة ايام و يعيّد في اليوم الرابع ، و احتراماً و تقديراً لبير الوبكر ،تقوم عائلة بير”عمر بير سليمان” في ناحية الشمال باقامة مراسيم و طقوس العيد سنوياً ،حيث يصادف هذا العيد قبل ايام صوم ايزي بـ عشرون يوماً تقريباً يسبقه ثلاث ايام صوم , كما يصوم مريديه يوماً واحداً اكراماً لصاحبهم بيرالوبكر ،ومن مريديه هم عشائر انقوسي في ولايتي دياربكر و ميردين في كوردستان الشمالية،لكن بسبب الابادات الدولة العثمانية الغاشمة تركوا موطن اجدادهم و توجهوا في كل حدب وصوب الى سوريا و العراق و ارمينيا ومن ثم الى دول الاوربية ، و الوبكر بيراً لعشيرة داسكا و عشيرة القائدية في منطقة ولات شيخ.
و حسب المصادر الشفوية ان بير الوبكر كان يسكن معبد لالش النوراني قبل مجيء شيخادي اليه ، و حسب ما يذكر في نصوصنا الدينية المقدسة تنبأ بعض الكواجك و اولياء بقدوم شيخاً عزيزاً الى لالش ؛ وفي احد الايام تنبأ احد الكواجك بقدوم شيخادي الى معبد لالش و اظهار الاسرار و المعجزات فلم يصدق بيرالوبكر بالتنبوء وقال: نعم هناك اسرار و معجزات ولكن لن تظهر الا بوحي و الهام الرباني ، وفي احدى الليالي المظلمة عندما كان بير الوبكر في الخلوة داخل كهف في لالش رأى في نومه يتحدث له شخص مجهول يقول:( متى ما اصبح رول مذاقه حلوة) توقع ظهور اسرار و معجزات من طاؤوس الملائكة ، و حسب نصوصنا الدينية ان سر طاؤوس ملك كان في شخصية شيخادي الذي قدم من بلاد الشام و سكن في معبد لالش و كان معه الكثير من المؤمنين و اولياء اصحاب الاسرار و المعجزات.. فسمع الوبكر بمجيء شيخادي الى لالش النوراني، فاسرع الى تناول قليل من من اغصان شجرة رول المعروفة بطعمها المرّ يا للعجب! فكان طعمها حلوةً لذيذاً كالسكر و العسل ..ففكر بيرالوبكر بذلك و استقبل شيخادي بحفاوة حارة و رحابة الصدر ،فعرفه الشيخ الجليل شيخادي و قال له : عبارة الاتية المذكورة في قصيدة الوبكر ( ئالو بةكر ، وةى شيرينؤ وةكة شةكر ، شيخادى رولا تةحل ل دةظىَ تة كرة شةكر) فاعترف باسراره العظمة و اضاف شيخادي الى حديثه لقد جعلتك حكيماً لامراض الفم و الجلدية و الامراض المستعصية و بامكانك معالجة تلك الامراض بمجرد وضع قليلاً من لعابك “رضاب” على موضع المصاب ،و مازال احفاده يمارسون نفس العمل لمعالجة المرض ؛ بشرط ان يمتنع المريض ثلاثة ايام عن تناول اللحوم و مشتقاته اكراماً لـ الوبكر و يشفي المريض بعد ذلك ، و مازال يزور الناس الى مزاره في لالش لغرض الشفاء .
كان لـ بير الوبكر كتاب مقدس يدعى “مشور الوبكر” يحتوي على اسماء و مواقع مريديه و الوصايا ، و لكن بسبب الفرمانات الدولة العثمانية سرقت من بيركوجي”احد احفاد بير الوبكر” في قرية بازار في منطقة قراج داسك التابعة لقضاء نصيبين في كوردستان الشمالية ، و حسب المعلومات ان احد العوائل حالياً تحتفظ بالمشور في ولاية ميردين و رغم محاولات احفاد بير كوجي لاعادة المشورفلم يفلحوا بذلك .
وان اول من قاد مراسيم القباغ في معبد لالش النوراني في اليوم الخامس من مراسيم الجماعية شيخادي هو بيرالوبكر و مريديه ، ولهذا تكلف عشيرة القائدية كمريديه باداء هذه المراسيم المتمثلة بذبح الثور “طا كوذ” كما هناك العديد من المزارات و الرموز المقدسة في الكثير من المناطق باسمه ، مزار كبير بطول عشر امتار و عرض ثلاث امتار في جبل عرفات بمعبد لالش المقدس ، كما له نيشان في مهدر بوزا بقرية بوزان ، و نيشان اخر باسمه في قرية ربيبية القديمة التابعة لناحية خانكي ، و له موضع في ولاية دياربكر سابقاً .