يوم المرأة العالمي والنساء الإيزيديات: نضال من أجل الكرامة والعدالة

مقالات/حيدر عربو اليوسفاني
يُعتبر يوم المرأة العالمي، الذي يُصادف 8 مارس من كل عام، فرصة للاحتفال بإنجازات النساء وتسليط الضوء على القضايا التي تواجههن حول العالم، وخاصة النساء اللاتي تعرضن للاضطهاد والعنف. في هذا السياق، تبرز النساء الإيزيديات كرمز للصمود والقوة، بعد ما تعرضن له من إبادة جماعية وانتهاكات وحشية، خاصة على يد تنظيم داعش الارهابي في اغسطس عام 2014.
النساء الإيزيديات ومعاناتهن عبر التاريخ
الإيزيديون هم أقلية دينية عريقة تعيش في العراق وسوريا وتركيا، وقد واجهوا اضطهادًا تاريخيًا بسبب معتقداتهم الدينية. إلا أن المحنة الأكبر جاءت مع اجتياح داعش لمنطقة شنكال في أغسطس 2014، حيث ارتكب التنظيم جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، استهدفت بشكل خاص النساء والفتيات.
أبرز الجرائم والانتهاكات التي تعرضت لها النساء الإيزيديات:
- الخطف والاستعباد: اختُطفت آلاف النساء والفتيات الإيزيديات وتم بيعهن في أسواق الرق، حيث تعرضن للعنف الجسدي والجنسي والاستعباد.
- التجنيد القسري: أجبر التنظيم بعض الفتيات الصغيرات على القتال أو تنفيذ أعمال قسرية.
- الاضطهاد النفسي والاجتماعي: حاول داعش فرض أيديولوجيته على الناجيات، كما واجهت بعضهن صعوبات في الاندماج بعد التحرير.
- الحرمان من الحقوق الأساسية: النساء اللواتي هربن أو تحررن واجهن تحديات كبيرة في الحصول على الاعتراف القانوني، الرعاية الصحية، والتعليم.
النضال من أجل العدالة والاعتراف بالجرائم
رغم الفظائع التي مرت بها النساء الإيزيديات، برزت عدة أصوات مطالبة بالمحاسبة والعدالة. ومن أبرز الجهود:
نادية مراد: الناجية الإيزيدية الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2018، والتي نقلت للعالم معاناة النساء الإيزيديات وطالبت بمحاكمة المسؤولين عن الجرائم.
الاعتراف الدولي بالإبادة: صنفت الأمم المتحدة والعديد من الدول الجرائم ضد الإيزيديين على أنها إبادة جماعية، وطالبت بمحاكمة مرتكبيها.
الجهود القانونية: تم رفع قضايا ضد أعضاء داعش في المحاكم الدولية، وهناك محاولات لإنشاء محكمة خاصة لمحاكمتهم.
برامج الدعم النفسي والاجتماعي: تقدم منظمات مثل “يزدا” و”Nadia’s Initiative” مساعدات للناجيات، تشمل الدعم النفسي، والتعليم، وإعادة التأهيل.
إعادة بناء حياة النساء الإيزيديات
بعد سنوات من الألم، تعمل العديد من الناجيات على إعادة بناء حياتهن رغم التحديات الكبيرة. ومن الجهود المبذولة:
. التعليم والتمكين الاقتصادي: بعض الناجيات التحقن بالتعليم العالي أو تلقين تدريبات مهنية لمساعدتهن على الاستقلال الاقتصادي.
. العودة إلى شنكال: لا تزال عملية إعادة الإعمار بطيئة، لكن هناك محاولات لتمكين النساء من العودة إلى مجتمعاتهن بأمان.
يوم المرأة العالمي: فرصة لدعم النساء الإيزيديات
يجب أن يكون يوم المرأة العالمي مناسبة لتسليط الضوء على محنة النساء الإيزيديات، والمطالبة بمزيد من الدعم الدولي لهن. لا يكفي الاحتفال بهذا اليوم بالشعارات، بل يجب أن يكون يومًا للعمل الجاد من أجل العدالة، والمساواة، والكرامة لكل النساء، خاصة اللواتي عانين من ويلات الحروب والاضطهاد.
و يجب مساهمتهن كدعم المنظمات التي تعمل على إعادة تأهيل الناجيات.
المطالبة بمحاسبة مرتكبي الجرائم ضد النساء الإيزيديات.
تعزيز فرص التعليم والتمكين الاقتصادي للناجيات.
نشر الوعي حول الجرائم التي تعرضن لها لمنع تكرارها في المستقبل.
يظل نضال النساء الإيزيديات جزءًا مهمًا من النضال العالمي من أجل حقوق المرأة، ويجب أن يكون يوم المرأة العالمي فرصة لتكريم شجاعتهن ودعم قضيتهن.