تحذيرات من تجدد الحرب الإيرانية الإسرائيلية في الأشهر القادمة

مركز الأخبار
حذّر تقرير إيراني من احتمال تجدد الصدام بين طهران وتل أبيب خلال الأشهر القليلة المقبلة، متوقعًا أن تكون الحرب المقبلة “أكثر دموية” من تلك التي وقعت في يونيو/ حزيران الماضي.
ويستند التقرير، الذي نشرته قناة “إيران إنترناشيونال”، إلى تحليلات رجّحت أن الحرب القادمة ستتجاوز جهود الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق تفاوضي مع إيران، بينما تركز إسرائيل على إضعاف النظام الإيراني أو الإطاحة به.
وأشار التقرير إلى أن “نقطة انطلاق الحرب المقبلة ستكون استمرارًا لنهاية الحرب السابقة”، محذرًا من أن الصراع القادم لن تتوافر له آلية واضحة لإنهائه.
ونقلت القناة، ومقرها لندن، عن داني سيترينوفيتش، المسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية، قوله: “على عكس الحرب السابقة، التي أجبرت الولايات المتحدة خلالها الطرفين على وقفها، لن يكون الإيرانيون مستعدين لإنهاء الحرب حتى يشعروا بتحقيق توازن في معادلة الردع مع إسرائيل”.
وأضاف سيترينوفيتش، الذي شغل منصب رئيس فرع إيران في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن “الحرب الجديدة” ستكون أكثر عنفًا وأطول مدة، كما ستسفر عن سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
وتأتي هذه التوقعات في تناقض مع التصريحات “الحاسمة” للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي اعتبر أن الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا انتهت بـ”نصر كامل”.
وكان ترمب قد أكد مرارًا أن ضربات قاذفات بي-2 الأميركية “دمّرت” المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، ما أجبر طهران على قبول وقف إطلاق النار وكبح طموحاتها النووية.
لكن المنتقدين يشيرون إلى أن هذا الادعاء كان خطابًا إعلاميًا إلى حد كبير، وأن الضربات ربما أبطأت التقدم النووي الإيراني دون القضاء عليه، مما ترك جذور الصراع قائمة دون حل.
وتظهر صور الأقمار الصناعية الحديثة أن إيران واصلت أعمال البناء في جبل “بيكاكس” أو جبل كولانغ غازلا في موقع نطنز، وهو ما يتماشى مع النشاط الذي سبق حرب يونيو/ حزيران.
ويضم هذا المجمع الجبلي جنوب نطنز شبكة أنفاق قديمة مرتبطة بموقع التخصيب الرئيس في إيران، مع استمرار أعمال تعزيز مداخل الأنفاق.
وعقب الحرب التي استمرت 12 يومًا، خرج كثيرون في إسرائيل بانطباع الانتصار، إلا أن سيترينوفيتش يرى أن هذا “تصور خاطئ وخطير”، مشيرًا إلى أن إيران حققت أيضًا إنجازات كبيرة، رغم تلقيها ضربة موجعة وتأجيلها الوصول إلى السلاح النووي، بحسب المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين.
وقال: “في إسرائيل، لدينا تصور خاطئ بأننا فزنا، لكن الحقيقة أننا لم نفز بشيء. من وجهة نظر إيران، هم أيضًا يعتقدون أنهم حققوا إنجازات كبيرة، وهذا ما يجعل الصدام القادم حتميًا”.
ويرى سيترينوفيتش أن إسرائيل لا يجب أن تستهين بقدرة إيران على التعافي، مشيرًا إلى استبدال طهران سريعًا القادة الذين تم اغتيالهم، واستئنافها تجارب الصواريخ “بشكل شبه يومي”، والسعي للحصول على أنظمة دفاع جوي روسية وصينية لتعزيز قدراتها الجوية.
وأضاف: “إذا كان هناك درس واحد من التاريخ الحديث، فهو أن النظام أقوى مما يعتقد الكثيرون”، متوقعًا أن الحرب المقبلة قد تكون قريبة، ربما خلال أشهر قليلة.
وأشار إلى أن المستشارين الأميركيين ما زالوا يخطئون في فهم أيديولوجية إيران وآليات صنع القرار فيها، بينما تعمل طهران بسرعة على إعادة بناء واختبار قدراتها في مواقع نطنز وفوردو، وتصرفاتها الجريئة في البحر قد تدفع إسرائيل لتوجيه ضربة جديدة.
ومن غير المتوقع أن تحظى إسرائيل بنفس الدعم العسكري الأميركي الذي تلقت خلال الحرب السابقة، بما في ذلك الصواريخ الاعتراضية المتطورة والتنسيق الجوي، مضيفًا أن انشغال ترمب بأزمات متعددة قد يجعل إسرائيل تواجه “معركة أصعب بكثير، بمساعدة أقل”.