YBŞ تحيي الذكرى الـ11 للإبادة الأيزيدية وتجدّد العهد بحماية شنكال ومواصلة النضال دفاعًا عن الوجود الأيزيدي

مركز الأخبار
أحيت وحدات مقاومة شنكال (YBŞ)، اليوم ، الذكرى الحادية عشرة للإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش بحق المجتمع الإيزيدي في الثالث من آب عام 2014، مجددةً عهدها بمواصلة النضال من أجل حماية شنكال وضمان الوجود الإيزيدي.
وجاء في نص البيان الصادر عن قيادة YBŞ:
إلـى الـرأي الـعام
“من عيون الأمهـات الثكالـى ومن دمـاء الشهـداء على جبين الإبـادة، تولدت المقاومـة لتكون عهـد الحيـاة الذي لا ينكسـر”
في الذكرى الحادية عشرة للإبادة الجماعية التي استهدفت وجودنا كإيـزيـدييـن في شنكـال/سنجـار، نحيي هذا اليوم لا كمجرد وقفة تأبين، بل كإعلان متجدد للعهد مع الشهداء، وتأكيد على أن جذوة المقاومة التي ولدت من بين الرماد لا تزال مشتعلة، ماضية بثبات نحو الحرية والكرامة.
في الثالث من آب 2014، تعرض الإيـزيـدييـن لهجوم وحشي على يد تنظيم داعـش الإرهابـي، بهدف تصفية وجودنا، وسحق ثقافتنا، وسبي نسائنا، وقتل رجالنا، ودفن إرادتنا تحت التراب. لم تكن تلك مجرد مذبحة، بل كانت محاولة إبادة مكتملة الأركان، ارتكبت بدم بارد، وسط صمت العالم وتواطؤ القريب. ولم تكن فظاعة المجزرة أقل من مرارة الخيانة التي ارتكبتها قوات البيشمركة، التي كان يفترض بها أن تحمينا، لكنها تخلت عن مواقعها بشكل غادر، في اللحظة التي كان شعبنا فيها بأمس الحاجة إلى من يقف إلى جانبه.
لكن من وسط ذلك الخراب، ولدت الحقيقة. من دم الشهداء وصرخات الأمهات، تشكلت وحـدات مقاومـة سنجـار (YBŞ) كحاجة مصيرية، لا كخيار مؤقت. نحن لسنا قوة عابرة، بل قوة دفاع شرعية، نشأت من صميم معاناة الإيـزيـدييـن، ومن عمق قناعتهم بأن لا أحد سيحميهم إن لم يحتموا بإرادتهـم وسلاحهـم وتنظيمهـم.
مشروعنا هو مشروع حمايـة ذاتيـة متجذر في أرض شنكال/سنجار، ومبني على مبادئ الكرامة والحق في البقاء. من يطالب اليوم بنزع سلاحنا، إنما يهيئ الساحة لإبادة جديدة. ونؤكد بأنه لا يمكن لشعب تعرض للإبـادة أن يجرد من سلاحـه قبل أن يمنح الضمان الحقيقي لوجـوده، السياسـي والأمنـي والثقافـي. سلاحنـا هو دم شهدائنـا، وصوت الذين لم يعودوا من الأسـر، ودرع لأرض ما زالت مهـددة.
ولا يمكن أن نمر بهذه الذكـرى دون أن نوجه شكرنا العميق ووفاءنا الصادق إلى القائد أوجلان، الذي شكلت رؤيته التحررية وإنسانيته الثورية نقطة تحول في وعي الإيـزيـدييـن ومقاومتهـم. لقد كان نداؤه التاريخي لحماية شنكال صرخة ضمير أنقذت الآلاف، وفتحت الطريق لتأسيس بنية مقاومـة حقيقية. فكر القائد أوجلان وموقفه سيبقيان مرجعاً أخلاقيـاً ومعنويـاً لمسيرتنا، ووسـام وفاء على صدر شعبنا.
كما لا ننسى الدور البطولي الذي أدته قوات حـزب العمـال الكردستانـي ووحـدات حمايـة الشعـب (YPG)، أصدقاء الإيـزيـدييـن الحقيقييـن، في الأيام الأولى من الإبـادة؛ الذين لبوا نداء الاستغاثة دون شرط أو تردد، وفتحوا ممرات النجاة، وقاتلوا إلى جانبنا كتفاً بكتف، ضد مرتزقة داعـش. ولولا حضورهم، لكان عدد الضحايا أضعاف ما كان.
وفي هذه المناسبة، نستذكر بكل فخر وامتنان قادتنا وشهدائنا الذين صنعوا ملحمة الصمود، وفي مقدمتهم: مـام زكـي، عكيـد جفيـان، دلشير، سعيـد حسـن، برفيـن، نوجيـن، بيريفـان، زاردشـت، دجـوار، شنكـال، شـورش وغيرهم كثيرون ممن سطروا بدمائهم خارطة المقاومـة. هؤلاء هم عنوان شرفنا، ومنارتنا في كل درب.
نعود ونكرر إن محاولات تهميش مشروع الحمايـة الذاتيـة في شنكـال، وحصار القوى المنبثقة من صلب المجتمع الإيـزيـدي، هي امتداد للإبادة بأساليب ناعمة. لكنها لن تمر. إرادتنا أقوى من التهديد، وتنظيمنا أعمق من أي مؤامرة. لذلك، ندعو مجتمعنا إلى الوقوف إلى جانب قواته في مواجهة هذه المؤامرات، كتفاً بكتف، كما وقفنا معاً في أيام الإبادة، وأفشلنا المخطط الذي استهدف وجودنا. كما نتأمل وندعو مجتمعنا، ثانيةً، إلى جعل الذكرى الحادية عشرة للإبادة الجماعية محطةً للتوحّد ورصّ الصفوف.
في الختام، نعاهد شعبنا، وأرواح شهدائنا، وكل أم ما زالت تنتظر خبراً عن ابنها أو ابنتها، بأننا باقون على عهد المقاومة. سنحمي شنكال بأرواحنا، وسنواصل النضال من أجل بناء واقعٍ جديدٍ يقوم على الحرية، والعدالة، والإرادة الحرة لشعبنا.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية للمختطفين والمختطفات
النصر للمقاومـة الإيـزيـديـة
قيـادة وحـدات مقاومـة سنجـار (YBŞ)
شنكال/سنجار، ١ آب 2025