استخبارات العراق: تصورنا كامل عن معارك سوريا ورصدنا تواجد الأتراك
زيوا نيوز/متابعة
كشفت مصادر حكومية عراقية عن نشاط مكثف للاستخبارات العسكرية التركية شمال سوريا، يشمل تنسيقاً مباشراً بين ضباط أتراك وزعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، في غرفة عمليات مشتركة. وأكدت المصادر أن هذا الدور التركي في دعم الفصائل المسلحة المعارضة يعقد المشهد الأمني في المنطقة ويثير مخاوف إقليمية، خاصة على الحدود العراقية-السورية.
وأوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية العراقية، التي تمتلك خبرة استخبارية طويلة في التعامل مع النزاعات في سوريا منذ حرب داعش، رصدت هذه التحركات عبر شبكاتها الاستخبارية “القديمة والجديدة”. وأضافت أن العراق يعتبر من أكثر الدول خبرة في مراقبة النزاع السوري، حيث نفذت القوات العراقية العديد من العمليات الأمنية الناجحة داخل العمق السوري، شملت إحباط عمليات خطف وتطويق تهديدات كانت تستهدف الأمن الوطني العراقي.
بحسب المصادر، فإن التدخل التركي يهدف إلى تعزيز نفوذ أنقرة عبر دعم الفصائل المسلحة، خاصة هيئة تحرير الشام، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الميدانية في سوريا. وأشارت إلى أن العراق يمتلك تصوراً غير ناقص عن التطورات العسكرية الراهنة، بما في ذلك مدى تأثير التدخل الاستخباري التركي وحجم التشكيلات السورية المعارضة المتورطة في النزاع.
ورغم امتناع المصادر عن تأكيد وجود اتصال استخباري مباشر مستمر مع الأطراف السورية، إلا أنها أكدت أن القوات العراقية تتابع بدقة أي تغيرات محتملة في خطوط التماس شمال سوريا وتأثيرها على الحدود العراقية.
تأتي هذه التطورات بالتزامن مع انهيار اتفاق وقف المعارك في سوريا، وسط تصعيد عسكري كبير شمال السوريا. وترى بغداد أن الدور التركي المتزايد في دعم الفصائل المسلحة، خاصة هيئة تحرير الشام، يمثل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي، حيث قد تمتد التوترات إلى الأراضي العراقية، ما يضع الحكومة العراقية أمام تحديات أمنية كبيرة.
ويرى مراقبون أن تركيا تسعى لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية من خلال دعم الجولاني والفصائل المسلحة، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في المنطقة. وتأتي هذه الأنشطة التركية في وقت تواجه فيه بغداد أيضاً تدخلات تركية مباشرة داخل أراضيها بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني (PKK).
في ظل هذه التطورات، يثار التساؤل: هل ستتخذ بغداد خطوات دبلوماسية أو أمنية للحد من التوسع التركي في سوريا والعراق؟ أم أن أنقرة ستواصل استغلال حالة الفوضى الإقليمية لتعزيز نفوذها دون رادع دولي أو إقليمي؟