الادارة الذاتية ترسم أولى أحلامها على لوحة الدستور العراقي .
مقالات
بعد مرور أكثر من تسعة سنوات على تأسيسها ، الإدارة الذاتية التي تأسست على يد الأيزيدين في سنجار ترسم أولى خطواتها على لوحة الدستور العراقي ، بفوزها في انتخابات مجالس المحافظات الغير منتظمة بأقليم 2023 ، بحصولها على مقعد لتمثيلها ضمن الدستور الشرعي لجمهورية العراق .
الإدارة الذاتية التي أتخذتها مجموعة من المقاومين طريقآ لهم لضمان حمايتهم و نيل حقوقهم المشروعة سرعان ما أصبح نظامآ يطالب به نسبة كبيرة من مكونات قضاء سنجار ، بعد أن عجزت الحكومتين في بغداد و أربيل عن أيجاد حل لمسألة إدارة سنجار عسكريآ و إداريآ ، ما أدى إلى طفح كيل مواطنيها و اللجوء إلى تطبيق نظامآ ذاتيآ رغم محاولات دولية و أقليمية لمنع إقامتة هذا النظام تحت دريعة إن حزب العمال الكردستاني هو من أنشأ هذا النظام و يقوم بتمويله في سنجار حتى وصل الحال بتهديد تركيا لجارتها العراق بأجتياح سنجار بريآ للقضاء على من يقودون نظام الادارة الذاتية في قضاء سنجار و عدة مناطق تابعة لها إداريآ .
الادارة الذاتية أو الــ ( Holacracy ) نظام حوكمة لا مركزي من الناحية الادارية و التنظيمية ويكون طريقة توزيع السلطة و صنع القرارات فيها بشكل التسلسل الكلي الفرعي أي إن في حال تطبيق هذا النظام في منطقة معينة فأن المنطقة تمتلك الحق الكامل بإدارة نفسها بنفسها دون الحاجة إلى إدارة خارجية مخولة عنها أو مسؤولة عنها في أتخاذ القرارات بمختلف أنواعها ، يتم إدارتها بفرق ذات تنظيم ذاتي بشكل تام بعكس طريقة التسلسل الهرمي المعروفة التي من خلالها يمكن إدارة المنطقة من قبل لجان و إدارات خارجة عن حدود تلك المنطقة .
محاولات تركيا الجوية و قصفها لقضاء سنجار و موجة من الأغتيالات خلفت ورائها قوافل من الشهداء ضمن أعضاء هذه الادارة ممن كانوا يحلمون بالنظام الذاتي و تطبيقه ضمن مناطق سنجار ، آخرها كانت أغتيال الرئيس المشترك للإدارة الذاتية في سنجار السيد ” مروان بدل ” مما زاد من عزيمة أتباع النظام الذاتي في إصرارهم على نيل حقوقهم المشروعة ضمن الدستور العراقي وفق بنود دستورية بإقامة نظام ذاتي محكم و مقيم على أسس نظرية الأمة الديمقراطية للقائد الكردي عبدلله أوجلان و يتبعها و يناصرها ملايين الأشخاص حول العالم .
رغم فشلها المتعدد و المخيب للآمال عدة مرات بتحقيق أحلامها في الوصول إلى مجلس النواب ليكون لهم ممثلآ يساهم سياسيآ لقبول عدد من المؤسسات التي شكلتها هذه الادارة في سنجار ، تتفرع جذورها جميعآ من جذع الإدارة الذاتية كي تمارس كل منها أعمالها بشكل أكثر شرعية ، هذا ما جعل من العراق في صراع على للحصول على حصتها من مياه تركيا التي باتت ورقة ضغط يستخدمها النظام التركي على العراق مما جعلت من الحكومة العراقية أن ترضخ لأكثرية لمطاليب تركيا ، بدءآ من وجود قواتها ضمن الأراضي العراقية تحت ضريعة حماية أمنها القومي تارة و سيطرته الشبه كاملة على نظام الحكم في إقليم كردستان تارة أخرى .
في نهاية المطاف و سعيآ لتحقيق أحلامها بالوصول إلى التمثيل السياسي أستطاعت الإدارة الذاتية حصد مقعد في محافظة نينوى ليكون الأستاذ التربوي ” قاسم كشكو ” ممثلآ لهم للمشاركة في إدارة قضاء سنجار و توابعها بشكل أكثر شرعية ، وبهذا قد رسمت أولى أحلامها على لوحة الدستور العراقي .