التحديات الأمنية تهدد مستقبل الشركات النفطية الأجنبية في العراق
زيوا نيوز/ متابعة
تواجه الشركات النفطية الأجنبية العاملة في العراق تحديات أمنية متزايدة تهدد استمراريتها وتلقي بظلالها على قطاع الطاقة ومستقبل الاستثمارات الأجنبية في البلاد. الوضع الأمني المضطرب كان السبب الرئيسي وراء انسحاب بعض الشركات، بينما تفكر شركات أخرى في اتخاذ خطوات مماثلة لحماية كوادرها وعملياتها.
أثارت حادثة العثور على جثة مدير شركة دايو الكورية، التي تنفذ مشروع ميناء الفاو، تساؤلات حول ملابسات الوفاة. المدير وُجد مشنوقاً في غرفته بعد توقيع الشركة عقداً كبيراً مع الجانب العراقي، ما زاد الشكوك حول الظروف الأمنية المحيطة بالشركات الأجنبية.
مؤخراً، انسحبت شركة “شل” العالمية من مشاريعها في جنوب العراق، معللة ذلك بـ المخاوف الأمنية، ما أدى إلى تخليها عن حقلي مجنون و غرب القرنة الأول في سبتمبر الماضي. هذا القرار أثار مخاوف كبيرة حول مستقبل الاستثمارات الأجنبية في البلاد.
في محافظة ميسان، تعرضت شركة “بترو تشاينا” الصينية لحادثتي إطلاق نار استهدفتا حافلات موظفيها خلال أقل من أسبوعين. الحادث وقع قرب نقطة تفتيش أمنية، وسلط الضوء على الاضطرابات الأمنية التي تواجهها الشركات الأجنبية.
كمال الطائي، الخبير في الشأن الأمني، أكد أن الوضع الأمني المتردي وتهديدات السلاح يشكلان عائقاً كبيراً أمام جذب الاستثمارات الأجنبية، مشيراً إلى أن العراق بحاجة إلى استراتيجيات أمنية أكثر صرامة لضمان سلامة المستثمرين واستمرارية مشاريعهم. وأضاف الطائي أن تكرار الحوادث الأمنية يهدد خطط العراق الاقتصادية الاستراتيجية، مثل مشروع طريق التنمية.
تتعدد دوافع الهجمات على الشركات الأجنبية في العراق، من نزاعات تنافسية كما حدث مع “بترو تشاينا”، إلى تهديدات أوسع مرتبطة بانتشار السلاح وغياب ضبط أمني كافٍ. هذه التحديات لا تهدد الشركات العاملة فقط، بل تؤثر أيضاً على سمعة العراق كوجهة استثمارية محتملة.
إضافة إلى التحديات الأمنية، تلعب العشائرية دورًا مؤثرًا في البيئة الاستثمارية، حيث تواجه بعض الشركات ضغوطًا من العشائر المحلية لفرض رسوم أو تقديم حماية غير رسمية، مما يزيد من تكاليف التشغيل ويعقد العمليات الاستثمارية في البلاد.