الشر والخير ومفهومها ؟

مقالات

ظهر الشر والخير بوجود الإنسان على الوجود وأصبح ملازما له وصديقا للجنس البشري وكان وجود النقيضين سبب للتطور المعرفي مما أنعكس ذلك على الجانب المادي للإنسان
لا نعرف أيهما سبق الآخر الشر ام الخير أما ما نعرفه الأن أننا على مواجهة وعلى حرب مع الشر محاولين تطوير أصلحتنا الفكرية من أجل ترسيخ قيم الإنسانية التي تدل على الخير والجدير بالذكر أن الشر هو ما كان منافيا لقيم الإنسانية وبالرغم من وجود آراء وتنظيرات لهذه النقيضين ينظرون البعض أن وجود الأضداد ضروري وطبيعي لاستمرار الجنس البشري وتطوره الا اننا نجد أنفسنا على تناقض فيما يخص الثناءيات بدليل اننا وجدتنا الشر الخير ودخلنا على تجربة الخير والشر وطلعنا على خلاص ان الجانب الإنساني الخيري هو الذي يعبر أن الإنسان والإنسانية اما الآخر فهو مدمر للقيم الإنسانية وفضلنا أن نكون إنسانين ونعمل من أجل ترسيخ القيم الإنسانية والبلوغ في مراحل عليا من مراحل التطور الإنساني هذا لا تتم إلا بواسطة مجهودات جبارة على الصعيد الفردي والجماعي ووضع خطة استراتيجية عن مدينة الإنسانية والسعي لتحقيقها حتى وبهذا المقال يبدو أنني انتقدت آخر سجل معرفي يتحدث أن الشر والخير كنقيضين وأصحاب للجنس البشري على مدى عجلة التاريخ اللا معلوم للحياة.

ما مفهومي الشر والخير. ؟؟؟
ماذا نعني عندما نقول إن هذا الفعل شراً أو هذا خيراً؟
هل هناك افعال بعينها يمكن أن نصنفها إلا أنها شريرة أو خيرة؟ وهل الشر والخير صفتان لمفهومين مختلفين أم أنهما وجهان لذات العملة فحسب؟
نحن كبشر جبلنا على إستخدام الكثير من المفردات لتوضيح مفاهيم مختلفة في حياتنا اليومية، ومن كثرة استخدامنا لها قد نظن أنها تحمل من البساطة بحيث لاتحتاج إلى توضيح أو التريث قبل أن نتفوه بمفردة بعينها، ولكن عندما نقف أحيانا ونتساءل ماذا كنا نقصد عندما قلنا ذلك قد لا نجد إجابة محددة أو حتى إن وجدنا الإجابة فلن تكون كافية ومقنعة، وكثمال عل ذلك كلمتي الشر والخير ، بكل تأكيد أنك استخدمت هذين الكلمتين كثيرا وأنك قد سمعتهما كثيراً ولكن هلا تساءلت يوماً ماذا تعنيان؟ ماذا يعني لك الشر كمفردة وكمفهوم؟ وماذا يعني لك الخير؟ قد يختزل البعض مفهومي الشر والخير كالتالي: أن الشر هو كل ما يسبب ضرراً والخير هو كل ما يجلب نفعاً، نعم هذا صحيح عندما نتعامل معهما كمفهومين في التحليل العقلي، ولكن في الحياة الحقيقية لا يمكن أن نختصر الأشياء إلي منافع وأضرار فحسب، مثلاً القتل إذ نعده من الأفعال الشريرة وكل من يرتكبة يعتبر شريراً إذا لم نراعي للظروف التى حدث فيها، فعندما يقتل أحدهم إنسان أخر دون سبب، فإن هذا الفرد يعتبر في نظرنا مجرماً ولكن عندما تنفذ عقوبة الإعدام عليه لا يعتبر من ينفذ العقوبة شريراً ، ففي كلا الحالتين هناك إنسان قُتِل ولكن الأحكام كانت مختلفة، ربما نظن أن غياب الأسباب المنطقية هو ما جعلنا نحكم على الفرد الأول بالشر ، ولكن دعنا نتطلع على المثال التالي لنعرف هل الأسباب وحدها من جعلتنا نقرر حكمنا: أحدهم قتل فراشة، هل يعتبر شريراً؟ هل سنقول انه سفاح ويحب تقديمه للمحاكمة؟، لن يسأله أحداً لماذا فعل ذلك، بل هو نفسه سينسى ذلك في الدقيقتين المقبلتين، ولكن لماذا ذلك؟ جريمة قتل قد ارتكبت للتو ولا أحد يكترث! هل هناك أسباب للقتل؟ بالطبع لا؟ أذاً نستنتج أن مفهوم الشر لا يرتبط بالفعل أو بالاسباب المعدية للفعل فحسب.
و دعنا نتخذ من ذات المثال لتوضيح فعل الخير، تخيل معي أحدهم كتب”الخير في القتل” على لافتة كبيرة وعلقها أمام منزله أو متجره أو شركته ، بكل تأكيد ستظن أنه مختل عقلياً، قد تتساءل: أيوجد خير في القتل؟ لا هذا فعل منافي للعقل، لايمكن أن يكون أي خير في القتل، ولكن إذا استبدل ذات الشخص اللافتة بأخرى وكتب عليها”طعام مجان للمسافرين”، حتماً أنك ستقول: أنه إنسان خير، ولكن هلا تساءلت ماهي مصادر الطعام؟ صدقني انك لم تفكر في هذا ولكن الطعام من القتل؟! قد تقول لى أنه يحتمل أن يكون ذلك صحيحاً وربما ليس صحيحاً، ولكني أقول لك جازماً لا يوجد إحتمال، أن المصدر الوحيد للطعام هو القتل، نعم لايوجد مصدر أخر، الأغذية الحيوانية نتحصل عليها من قتل الحيوانات، والأغذية النباتية من قتل النباتات.
فاذا كان ذات الفعل أحياناً يعتبر شراً وأحياناً أخرى يعتبر خيراً وفي بعض الأحيان لا يعتبر شيئاً لانه غير لافت للإنظار، يمكن أن نستنتج أن مفهومي الشر والخير ليسا سوى مفهومين تشكلا في عقولنا، وانه لا يوجد فرق بينهما، أي أن الشر هو الخير بوجه أخر والخير هو الشر بوجه مختلف فحسب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى