العراق.. ماذا ستغير مجالس المحافظات في الخارطة السياسية والخدمية ؟
زيوا نيوز/بغداد
تظهر النتائج الصادرة عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والتي تضمنت الأصوات الأولية فقط، تقدم ثلاث قوائم انتخابية مدعومة من الإطار التنسيقي في معظم المحافظات.
دولة اتحادية تدار باللامركزية، وليست دولة ذات نظام رئاسي يتحكم بأطراف البلد من خلال المركز، مشيراً إلى أن مجالس المحافظات تمثل “الأذرع” للحكومة الاتحادية والحكومات المحلية.
وأوضح “المطلبي” أن “لمجالس المحافظات تأثيراً على القرارات المحلية، باعتبار أعضاء تلك المجالس من أبناء المحافظات الذين يعلمون جيداً المشكلات في محافظاتهم ومكامن التقصير والخلل، ومن خلال التعاون مع الأهالي يمكنهم وضع تصور أو رؤية مناسبة لإيجاد الحلول للمشكلات المحلية”.
وأشار إلى أن مجالس المحافظات لا تعنى بالسياسة، وعملها مقتصر على تقديم الخدمات لمواطنيها، مؤكداً أن الاعتراض على وجود هذه المجالس له طابع سياسي، فأصحاب الكتل السياسية التي ينتمي إليها بعض المحافظين تمتعوا بفساد كبير جداً خلال فترة غياب مجالس المحافظات، وانتفعت الأحزاب من هؤلاء المحافظين، حسب تعبيره.
آمال النازحين
وعلى الرغم من عزوف الكثيرين عن المشاركة في الانتخابات، ووصفها من قبل البعض بالمشاركة الخجولة، إلا أن البعض الآخر يجد أن المشاركة لا بأس بها، إذ بلغت 41% بحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
وتخطى عدد المصوتين 6 ملايين بقليل، من مجموع المؤهلين للتصويت البالغ 23 مليوناً.
وحقق الاقتراع الخاص بالنازحين نسباً غير مسبوقة من حيث المشاركة، إذ يأمل النازحون أن تسهم مجالس المحافظات في إعادتهم لمحافظاتهم وتحقيق الاستقرار فيها، إذ تراوحت هذه النسب في مراكز الاقتراع المخصصة لهم في المحافظات الكردية بين 67% و89%.
من جهته، يرى المحلل السياسي عز الدين المحمدي أنه رغم العزوف الذي حصل في الانتخابات السابقة، إلا أن عدداً أكبر شارك في الانتخابات الحالية، على اعتبار أن هذه المجالس هي حكومات محلية لتقديم الخدمات لأبناء المحافظات.
ولفت إلى أن جميع الكتل السياسية الحالية لها مصلحة في التواجد في مجالس المحافظات، لأنه منها ينتخب المحافظ، وهذا يؤسس لمرحلة سياسية قادمة، وهو ما يعني تعبئة للجماهير، بالرغم من وجود بعض الجهات المقاطعة للانتخابات.
أما رئيس جمعية المواطنة لحقوق الإنسان محمد السلامي، فقال إن المجالس المحلية القادمة ستوفر إمكانية كبيرة لمراقبة أداء الحكومة المحلية والمحافظ، وهذا الدور ستؤديه العناصر النزيهة والفعالة، وهو ما يشكل نقلة كبيرة في هذه الانتخابات.
يستعد العراق لحدث انتخابي غاب عن البلاد 10 سنوات، يتمثل في انتخابات مجالس المحافظات أو ما يعرف بالانتخابات المحلية، والتي تجري للمرة الأولى منذ أبريل 2013.
وأضاف السلامي، أن هذه المجالس ستكون فاعلة دستورية خلال السنوات الأربع القادمة؛ من أجل بناء جديد يسهم في خدمة المواطن والعمل على تشريع الأمور الخدمية الخاصة بالمحافظات.
وقال رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري إنه من المرجح أن تشكل تحالفات جديدة بين القوى السياسية التقليدية، بناءً على نتائج انتخابات مجالس المحافظات، كما أن البوصلة السياسية ستتغير نتيجة قوة هذه الأحزاب في الانتخابات المحلية، فضلاً عن إعطاء ثقل للانتخابات البرلمانية المقبلة، سواء كانت مبكرة أو وفق مواعيدها الدستورية.
وشهدت المناطق ذات الأغلبية الصدرية في بغداد والمحافظات عزوفاً واضحاً عن المشاركة في الاقتراع العام، فضلاً عن بعض الخروقات الأمنية التي استهدفت بعض المراكز الانتخابية في النجف جنوب العراق، محل إقامة الصدر، بقنابل صوتية إلا أنها لم تؤثر على سير العملية الانتخابية.