الغارديان: سوريا على مشارف تحديات أكبر من السابق بعد سقوط الأسد
زيوا نيوز /متابعة
تعيش سوريا اليوم مرحلة استثنائية بعد سقوط نظام البعث، حيث تواجه البلاد تحديات هي الأكبر في تاريخها الحديث، تتطلب رؤية سياسية شاملة للوصول إلى استقرار مستدام. وتعد هذه المرحلة محط اهتمام عالمي، وسط تحليلات تؤكد على ضرورة تضافر الجهود السياسية والعسكرية لإعادة بناء الدولة.
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً وصفت فيه سقوط نظام البعث بغير المتوقع، رغم كونه مأمولاً منذ فترة طويلة. وأشارت إلى أن أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، وزعيم هيئة تحرير الشام، يمتلك فهماً سياسياً عميقاً، لكنه غير قادر مع فصيله على حكم سوريا منفرداً.
وأكدت الصحيفة على أهمية مشاركة جميع الأطياف السياسية في عملية إعداد دستور شامل يضمن الوحدة والاستقرار، مشددةً على أن القيادة المقبلة تحتاج إلى قدرات عظيمة ورؤية متوازنة لمواجهة التحديات.
تطرقت الغارديان أيضاً إلى استمرار الاحتلالات الخارجية، وخصوصاً التركي، وما يرافقه من جرائم ترتكبها المجموعات المسلحة التابعة له، والتي استهدفت المدنيين في شمال وشرق سوريا. وأشارت إلى أن هذه الانتهاكات تعقد المشهد، رغم تحرر سوريا من التأثير الروسي والإيراني.
اعتبرت الصحيفة أن سقوط نظام البعث جاء كنتيجة غير مباشرة للصراعات الإقليمية، لا سيما الحرب الروسية-الأوكرانية، والتوتر بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى تأثير حربي غزة ولبنان. وأضافت أن انكسار إيران في المنطقة أضعف المجموعات الموالية لها، مما مهد الطريق لسيطرة هيئة تحرير الشام ووصولها إلى دمشق بسرعة غير مسبوقة.
ختاماً، أكدت الغارديان أن الطريق أمام سوريا لا يزال طويلاً وشائكاً، وأن تحقيق الاستقرار يتطلب جهوداً جماعية تعتمد على شمولية المشاركة السياسية، واحترام حقوق الإنسان، والتخلص من كل أشكال الاحتلال والهيمنة الخارجية.