بعد سقوط الأسد ، هل يستفيق داعش مجدداً ؟

زيوا نيوز – غرفة الأخبار
يطرح السؤال نفسه، ما مدى قوة وجود داعش الان في سوريا فهو لم يختفِ تماماً في حدود جارة العراق لكن خسر الكثير من قوته و هزم الى حد كبير، لازال داعش يشكل خطراً على بعض المناكق السورية و له نشاط هناك لكن هل يمكنه العودة الى الحياة مجدداً في ظل التحورات الجارية في شرق الأوسط ؟
امريكا و داعش
ترى أمريكا ان الجماعات الدينية المتطرفة كداعش لازالت تشكل خطراً على السلم المجتمعي في سوريا و لذلك تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في ضرب هذه الجماعات بنطاق واسع.
و استخدمت أمريكا اسلحة و طائرات من النوعية الثقيلة للحد من نمو خلايا داعش و تقييد حركتهم في سوريا، وفي بيان له على موقع إكس قال الجنرال الأمريكي مايكل إريك كوريلا، “لن نسمح بعودة داعش في اي حال و لن نسمح لداعش استغلال ما يمر به المنطقة ، و سنحاسب كل جماعة او تنظيم يتعاون مع داعش او تقدم لهم الدعم”
هذا و ارسل الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد الماضي (الثامن من ديسمبر/ كانون الأول) رسائل ايجابية بخصوص القتال ضد داعش حيث اكد ان “تعمل امريكا على ضمان الاستقرار في شرق سوريا مبيناً، انهم سيستمرون في ملاحقة داعش و مراقبة عناصره حتى في مراكز احتجازهم في سوريا”.
ويرى خبير شؤون الشرق الأوسط والمستشار السياسي كارستن فيلاند في حوار مع DW حول تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أن،”ما تزال لديه في وسط وشرق سوريا خلايا مختلفة – وحتى خلايا نائمة ما تزال تشكل خطرًا، يكون كبيرًا بشكل خاص مع وجود فراغ في السلطة، كما هي الحال حاليًا”.
ومن وجهة نظر فيلاند فإنَّ الولايات المتحدة الأمريكية تصرفت بالشكل الصحيح: “يجب الآن وبطريقة سلمية قدر الإمكان توطيد استقرار القوى التي استولت على السلطة في سوريا وعدم الإثقال على كاهلها أيضًا بجبهة إضافية مع داعش”.
الارهاب نقطة مشتركة بين العراق و سوريا
استغلت الجماعات الارهابية سيما داعش ضعف العراق و سوريا و ضعف الامن في حدود الدولتين للعنل في كلتا البلدين و تنفيذ العمليات الارهابية فيها و السيطرة على اكثر عدد من المناطق مما سهل مهمة نقل العتاد و الاسلحة بين الدولتين بالنسبة لداعش.
بعد سقوط العراق، ظهر تنظيم القاعدة الذي استمر نشاطه الى 2013 و الذي كان يتراسه مجموعة من الارهابيين مثل اسامة بن لادن و بعد ذلك، وفي عام 2014 ظهر تنظيم داعش بالرغم من تاسيسه عام 2012 بحسب بعض المصادر نتيجة خضم اضطرابات الثورة السورية و أطلق التنظيم على فرعه هناك في البداية اسم جبهة النصرة في سوريا، التي كان يقودها أبو محمد الجولاني، أي الرجل الذي يمثل الآن مقاتلي هيئة تحرير الشام، التي أدى تقدمها إلى سقوط بشار الأسد.
وبعد تأسيس النصرة في سوريا ابتعد الجولاني أو أحمد حسين الشرع (اسمه الحقيقي) أيديولوجيًا وعلى نحو متزايد عن تنظيم “الدولة الإسلامية” العراقي (داعش) ورفض تقديم البيعة لزعيمه آنذاك أبو بكر البغدادي، واشتدت حدة التنافس بين الجماعتين أكثر فأكثر.
و مارس داعش نشاطه في سوريا و العراق لسنوات و سيطرت على العديد من المدن قبل ان يهزم من قبل الجيش العراق و قوات سورية الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي اما الجيش السوري لم يستطع محاربة داعش بكثرة لانشغالهم بالمعارضة و سنوات الثورة.
وحول نشاط الخلايا النائمة لداعش يقول الخبير كارستن فيلاند إنَّ عناصر “داعش” استمروا في تنفيذ الكثير من الاعتداءات الصغيرة، التي كانت تستهدف بشكل خاص الأهالي المدنيين، وخاصة الأشخاص الذين يبحثون عن الكمأة التي تنمو هناك. “وقُتل في بعض الاعتداءات عشرات الأشخاص”.
وكذلك يعمل في “داعش” أعضاء آخرون كخلايا نائمة تنتظر الأوامر لتنفيذ مهمات، وبما أن التنظيم منظم إلى حد كبير تنظيمًا غير مركزي، فمن الصعب القضاء عليه نهائيًا.
و بحسب الامن الوطني العراقي، قتل شخص يرتدي حزاماً ناسفا في كركوك قبل تفجير نفسه يوم أمس، يعتقد انه من عناصر داعش لكن لم يتم التأكيد لحد الآن.
و يرى بعض المراقبين ، أنَّ تنظيم “داعش” غير قادر على الانتشار في مناطق واسعة أو حتى إعادة تشكيل منطقة حكمه القديمة، لكن هناك مخاطر في أن يحاول توسيع نفوذه بعد سقوط الأسد والتغيير السياسي المرتبط به في سوريا. ولهذا السبب بالذات تتم حاليًا محاربة هذه الجماعة المعروفة بوحشيتها.
الجولاني و ارتباطه بداعش
مع سقوط تنظيم داعش، و سيطرة جماعة الجولاني (هيئة تحرير الشام) على المدن السورية التي كانت تحتوسيطرة الأسد ، هناك مخاوف من تكرار جرائم داعش خاصة في العراق لأنه مطلوب بحسب المادة 4 ارهاب.
لكن بعض الخبراء يرون ان من الممكن أن يكون محمد الجولاني (أحمد حسين الشرع) قد تخلى بالفعل عن فكر “داعش”.
الحكومة العراقية قامت باخذ بعض التدابير الامنية منها تشديد الامن في الحدود العراقية السورية ، تحصيرا لمواجهة اي طارئ او اي خطر يواجه الحدود العراقية السورية.
ويضيف الخبير الألماني: “لقد قامت جماعة الجولاني بترتيبات وعقدت اتفاقات مع مختلف الأطراف الفاعلة المحلية. وهذا يمنحني بعض الأمل في حدوث تطور بناء. ومن الجدير بالذكر أيضًا عدم وقوع مذابح كبيرة وحملات انتقامية. فمع أيديولوجية تنظيم داعش، كان من الممكن أن تتطور الأمور بشكل مختلف تمامًا خلال الأيام الماضية”.
و فر بشار الأسد من سوريا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2024. وكتب هذا الفرار نهاية حكم عائلة الأسد الذي استمر خمس عقود ونصف. هنا لمحة عن أبرز المحطات التي مرت بها سوريا منذ بدء حكم عائلة الأسد وحتى نهايته.