بيان انتهاء المرحلة الثانية من حملة الانسانية و الامن في مخيم الهول .

نص البيان :
نستذكر رفاقنا الشهداء جسور خبات وعُدي جنيدية الذين جادا بدمائهم الطاهرة وارتقوا شهداءً في اشتباك مع خلية إرهابية مسلّحة تابعة لد’اعش خلال عملية الإنسانية والأمن نتمنى الشفاء العاجل للجرحى
تم تأجيل العملية خلال الفترة الماضية بسبب التهديدات والهجمات التركية وانشغال قواتنا بحماية المنطقة والسكان من تلك الهجمات، حيث أدى ذلك إلى تعاظم التهديدات التي شكلها خلايا تنظيم د’اعش الإرهابي.
كان مخيم الهول ضمن مخطط داعش للسيطرة عليه بالتوازي مع الهجوم على سجن الصناعة، حيث حاولت الخلايا الإرهابية حينها بالتحرك ضمن المخيم وفي محيطه، إلا أن التدابير الأمنية السريعة التي اتخذتها قواتنا وقوات سوريا الديمقراطية وكذلك التدخل السريع أحبط الهجوم المخطط داخل وخارج المخيم
تمكنت قواتنا من تحقيق نتائج فورية واعتقال العديد من المتورطين المجرمين في تلك الأعمال الوحشية، وكذلك عدد من الأشخاص الذين قاموا بتسيير تلك الأفعال وتثبيت الضحايا، كما قامت قواتنا بتأمين حياة الكثير من المستهدفين المحتملين ونقلهم إلى أماكن أكثر أمناً
اعتمد التنظيم الإرهابي وبشكل خاص على النساء والأطفال كموارد حقيقية مرتبطة بشكل مباشر بمتزعمي د’اعش للحفاظ على الفكر الد’اعشي الإرهابي ونشره في المخيم، وعقدت نساء التنظيم في سبيل ذلك الكثير من الجلسات والدورات الشرعية لتلقين الفكر المتطرف وإشباع المتلقين وخاصة الأطفال والنساء أساليب الانتقام الوحشية
كان التنظيم يمهّد لاستغلال الأطفال وخاصة الذين تجاوزت أعمارهم الثمان سنوات في أدوار قتالية محتملة، وفي سبيل ذلك تمت عدة محاولات لإعادة تدريب وتشكيل تنظيم ما يسمى (أشبال الخلافة) إلى جانب جهاز ما يسمى (الحسبة النسائية) للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي كان مسؤولاً عن الكثير من عمليات القتل والترهيب. كما رفعت نساء التنظيم مستوى التواصل مع النساء الأخريات وأطفالهم وحاولوا استقطابهم إلى صفوفهم من خلال الخطاب العاطفي أو التهديد الشفهي أو العملي
قواتنا دمرت الكثير من النقاط والأوكار التي خصصها التنظيم لتلقين الفكر الإرهابي، واعتقلت العديد من أخطر النساء اللواتي توليّن خلال الفترة الماضية مهام التدريب والتلقين واستقطاب العناصر داخل وخارج المخيم وكذلك الدعاية للفكر المتطرف، وكذلك النساء اللواتي قمن بعمليات إجرامية بحق القاطنين، كما شتت قواتنا جهاز الحسبة وأشبال الخلافة باعتقال المسؤولين عنها وإعادة تنظيم بعض القطاعات
خلال التحقيقات، تم تأكيد ثلاث مصادر لتلك الأسلحة التي كانت بحوزة الخلايا الإرهابية في المخيم، الأول، تورط بعض موظفي المنظمات وبشكل خاص موظفو منظمة (بهار) في إدخال الأسلحة والأموال وتهريب عناصر ونساء د’اعش.
المصدر الثاني، الأسلحة الفردية والقنابل التي أخفتها نساء التنظيم وأطفاله بين حوائجهم وملابسهم خلال نقلهم من الباغوز، حيث لم تساعد التقنيات الأمنية المتوفرة وكذلك الظروف اللوجستية والأمنية الصعبة في تلك الفترة والعدد الكبير للنساء والأطفال وحوائجهم في كشفها حينها
المصدر الثالث، استغل التنظيم الإرهابي الإمكانات المادية المقدمة في صناعة الأسلحة الحادة كالخناجر والسكاكين والهراوات وأجهزة التعذيب المروّعة لترهيب القاطنين، ودفعهم للاستسلام.
أساءت نساء التنظيم الإرهابي استخدام الموارد والمنتجات المقدمة وبشكل خاص تحويل الأموال والاتصالات في نقل المعلومات وتحريض الخلايا وربطها مع بعضها داخل المخيم وخارجه، حيث عثرت قواتنا على الكثير من أجهزة الاتصالات والوثائق التي تؤكد استغلال تلك الموارد في التواصل مع الخلايا الإرهابية وخاصة في المناطق السورية التي تحتلها تركيا.
توصلت قواتنا خلال التحقيقات الأولية إلى عناوين وأسماء لبعض الميسرين لعمليات تمويل الخلايا الإرهابية ونقل الأموال إلى داخل المخيم، حيث تمّ اعتقال ثلاثة منهم في الحسكة وبلدة الهول بعمليات مشتركة لقوّات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بالتوازي مع عملية الإنسانية والأمن.
خلال عملية الإنسانية والأمن، خلّصت وحدات حماية المرأة YPJ فتاتين إيزيدتين من قبضة نساء د’اعش المتشددات، ونقلتهم إلى بيئة آمنة، حيث وصل عدد النساء والأطفال الإيزيديين الذين تم تخليصهم من المخيم من قبل الوحدات خلال أربع أعوام إلى أكثر من 200 شخص إيزيدي
عمليات البحث ستستمر حتى تخليص كافة النساء الإيزيديات داخل وخارج المخيم وهي مهمة أساسية واستراتيجية لا تراجع عنها
خلصت وحدات حماية المرأة أربع نساء غير إيزيديات كنّ مقيدات بالسلاسل وتعرضن لتعذيب وحشي من قبل نساء داعش، حيث ما تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة حيثيات تلك الحوادث والمسؤولين عنها
قواتنا التي واجهت أخطار حقيقية من قبل الخلايا الإرهابية خلال عملية البحث والتمشيط تقربت بحساسية مفرطة من الجوانب الإنسانية داخل المخيّم، وقدمت ضمانات عملية باستمرار تدفق المساعدات الإنسانية للقاطنين بنفس السرعة والسوية السابقة
على الرغم من استفزازات خلايا التنظيم وبشكل خاص نسائه اللواتي حاولن إلهاء قواتنا بمشاكل جانبية للتشويش على العملية ومساعدة الخلايا الإرهابية على التخفي والفرار، إلا أن العملية سارت بدون أخطاء سوى بعض الأخطاء القليلة المتعلقة بعدم توفر التقنية الأمنية الكافية للتعامل مع هكذا ظواهر، إضافة إلى لجوء عناصر الخلايا الإرهابية إلى ارتداء لباس النساء للتخفي
قدمت قواتنا وقوّات سوريا الديمقراطية خلال الفترة الماضية تضحيات جمّة لمنع تفجر القنبلة الموقوتة في مخيم الهول على الرغم من انشغالها بالتصدي لهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته، وساهمت في تحسين حياة القاطنين رغماً عن تهديدات خلايا د’اعش، وخلال عملية الإنسانية والأمن أيضاً أزالت الكثير من الأخطار وانتزعت فتيل القنبلة من أيدي خلايا التنظيم إلا أن القنبلة نفسها لا تزال موجودة والخطر قائم.
نجدد دعوتنا للدول التي لديها رعايا في المخيم بضرورة نقلهم إلى أراضيهم وعدم تركهم عرضة للاستغلال والتجنيد من قبل تنظيم د’اعش.
ندعو الأطراف الدولية المعنية رؤية العلاقة العضوية التي ربطت خلال الفترة الماضية بين أجهزة الاستخبارات التركية وخلايا التنظيم داخل وخارج المخيم وكذلك ندعوهم لعرقلة تحركات زعماء د’اعش في المناطق السورية التي تحتلها تركيا وخاصة المسؤولين عن توجيه وتحريض الخلايا ونسائهم، حيث أكدت التحقيقات مع عناصر الخلايا الإرهابية المعتقلين العلاقة الوثيقة بين الاحتلال وتلك الخلايا وخاصة في مجال تنفيذ العمليات الإرهابية أو محاولات تهريب العناصر وعائلاتهم إلى المناطق المحتلة وإعادة تأهيلهم وزجهم في الغزوات التركية المحتملة ضد مناطقنا.