حراس إسرائيل أم حراس الإزدهار

مقالات

أطلق وزير الدفاع الأمريكي باب المشاركة في عملية عسكرية بحرية ضد القوات اليمنية التابعة لجماعة الحوثي. والسبب المعلن هو الدفاع عن حرية الملاحة.

هذه الحرب الأمريكية كغيرها لم تمر عبر بوابة الأمم المتحدة ولا حتى في إخبارها بهذه العملية. وهذا أحد أهم نقاط ضعفها بعد إستِئنافِها المتوقع .
الشهية المفتوحة للحروب يغذيها قبل كل شيء نية البقاء كقطب أوحد قائد للعالم.

وهذا نقطة الضعف الثانية أمام سيل عالمي واسع يتململ من هذه القطبية حتى داخل الولايات المتحدة ذاتها.

لم تبادر الولايات المتحدة إلى إرسال وسيط علني ومناقشة اليمنيين في هذا الأمر الجلل . وإنما أعلنت تشكيل التحالف ضد اليمن بقيادة جماعة الحوثي ، وإتهام إيران دون الإعلان عن نية محاربتها في هذا التحالف .
وهذه نقطة ضعف وإشكالية مهمة .

الولايات المتحدة وكل حلفائها عرب اللسان وغيرهم ليسوا من الدول المشاطئة لسواحل البحر الأحمر أو بحر العرب والمحيط الهندي . ( هذا إن بقيت السعودية لا تعلن دخولها فيه )
وهذه إشكالية ستستخدم ضد هذا التحالف.

جماعة الحوثي مطالبهم بسيطة جداً ، وإنسانية بشكل واضح ، وقابلة للتنفيذ إن رغبت الولايات المتحدة بذلك.
وكذلك هي قانونية إن كان هناك قانون دولي ، ألا وهي رفع الحصار عن غزة ، وفتح دخول الغذاء والدواء والماء والوقود إلى غزة . وهذا أصبح مطلباً عالمياً ملحاً تعترض عليه فقط الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض القيادات الأوربية التي أصبحت معزولة عن قواعدها وشعوبها إلى حد كبير.
نية البقاء كقطب وحيد ظاهرة في كلمات وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين.
لكن الدفاع عن إسرائيل هو الهدف الملح لهذا التحالف .
فلم تعد الجسور الجوية والبحرية وفتح القواعد ألامريكية الموجودة في فلسطين لدعم الجيش الإسرائيلي كافية على ما يبدو لدعم إسرائيل، ولم تعد المليارات من الدولارات التي تضخ لها كافية. فقوتها البحرية والصاروخية والجوية الضخمة ليست على ما يرام لكي تقف بوجه اليمنيين.

هذا التحالف سيبقى أمام خيارات ثلاثة وهي؛ إما اعتراض صواريخ اليمنيين التي تطلق على السفن المتجهة إلى إسرائيل بالصواريخ الإعتراضية باهضة الكلفة ، أو القصف الجوي على الأراضي اليمنية أيضا وهو الأكثر توقعاً ، وهي عمليات مكتوب لها الفشل في حل هذه المشكلة .
أو الفكرة الأبعد وهي الهجوم البري .
الاحتمالات الثلاث ستعطي اليمنيين قوة معنوية ونصراً بشكل من الأشكال .
من حق غزة أن تصل لها المواد الغذائية والأدوية والماء والوقود وغيرها من الحاجات الأساسية كغيرها من بقاع العالم وليس من حق أمريكا أن تفتعل حرب من أجل الدفاع عن مخالفة ترتكبها هي ضد القيم الأخلاقية والإنسانية وحتى القانونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى