ديار يعود ناجيًا.. عقد من الأسر انتهى ولكن الجراح باقية
زيوا نيوز/سنجار
في صيف عام 2014، ومع اجتياح تنظيم داعش الإرهابي قضاء سنجار وقراه، كانت قرية كوجو الإيزيدية شاهدة على واحدة من أفظع المجازر في تاريخ.
. ارتكب التنظيم جرائم مروعة بحق سكان القرية، حيث أباد الرجال واختطف النساء والأطفال. من بين هؤلاء كان “ديار بدل رفو”، طفلًا من مواليد 2004 لم يتجاوز عمره 10 سنوات حينها، والذي خُطف مع اثنين من إخوته الأصغر منه، في حين تم فصلهم قسرًا عن والدتهم التي اختطفها التنظيم أيضًا.
في تلك الايام المظلمة، تمزقت عائلة ديار تمامًا. اعتقد الجميع أن ديار قد قُتل مع بقية رجال القرية، خاصة بعد أن فقدت العائلة الاتصال به، مما دفعهم إلى إقامة قبر رمزي له تخليدًا لذكراه. والدته كانت واحدة من النساء المختطفات، وواجهت مصيرًا مظلمًا مع عشرات النساء الإيزيديات الأخريات، في حين تم اقتياد ديار وأخوته إلى معسكرات التنظيم حيث بدأت رحلة طويلة من العذاب.
تم نقل ديار، مثل مئات الأطفال الإيزيديين، إلى معسكرات داعش، حيث خضع لتدريبات قاسية وأُجبر على العمل تحت سيطرتهم. خلال تلك السنوات، عاش ديار في بيئة من الخوف المستمر، حيث تعرض لاستغلال نفسي وجسدي، وحُرم من طفولته بالكامل.
تعرض ديار لإصابات بالغة أثناء سنوات أسره، فقد إحدى رجليه وعينه بسبب قصف خلال العمليات العسكرية التي وقعت في مناطق سيطرة التنظيم. ومع ذلك، ظل على قيد الحياة، منتظرًا فرصة التحرر من هذا الكابوس.
في عام 2024، وبعد عقد كامل من الأسر، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من تحرير ديار خلال عملية عسكرية ضد بقايا تنظيم داعش في سوريا. تحريره كان جزءًا من الجهود المستمرة التي تبذلها قسد لتحرير الإيزيديين المختطفين، حيث نجحت خلال السنوات الأخيرة في إنقاذ العديد من الأطفال والفتيات الإيزيديات منذ انهيار التنظيم.
عاد ديار إلى عائلته، لكنه لم يعد ذلك الطفل الذي خطفه التنظيم قبل سنوات. أصبحت لديه ندوب جسدية ونفسية عميقة، نتيجة لما مر به من معاناة.
قصة ديار ليست فريدة من نوعها، بل تعكس معاناة مئات الإيزيديين الذين اختطفهم تنظيم داعش الإرهابي. الكثير من الأطفال والفتيات الذين تم تحريرهم ما زالوا يعانون من آثار نفسية وجسدية عميقة، رغم عودتهم إلى عائلاتهم.
اليوم، ديار، الذي أصبح شابًا في العشرين من عمره، يمثل رمزًا لصمود المجتمع الإيزيدي في وجه الإبادة الجماعية التي تعرض لها. قصته، وقصص الناجين الآخرين، تذكر العالم بحجم الجرائم التي ارتكبها داعش، وبالحاجة إلى دعم هؤلاء الناجين ليتمكنوا من استعادة حياتهم.
فبعد كل هذه السنوات من المعاناة والألم، هل يمكن أن يجد ديار وبقية الناجين سلامًا حقيقيًا في عالم يحمل آثار جراحهم؟