زراعة التبغ في گلي كرسي – جبل شنكال: الخصائص، الأنواع، والمراحل الزراعية

مقالات/حيدر عربو اليوسفاني

المقدمة:
تُعد منطقة گلي كرسي الواقعة في جبل شنكال من المناطق الزراعية المتميزة في العراق، وتشتهر بزراعة التين والتبغ. ونظراً لمناخها الفريد، وخصوبة أرضها، وجودة مياهها، فقد أصبحت مركزاً معروفاً لإنتاج أحد أجود أنواع التبغ المحلي. يتناول هذا البحث خصائص التبغ في گلي كرسي، أنواعه، مراحل زراعته، وطرق الحصاد والتجفيف، مع تسليط الضوء على العوامل البيئية التي تسهم في جودة المنتج النهائي.


أولاً: العوامل البيئية المؤثرة في جودة التبغ:
تمتاز گلي كرسي بمناخها البارد نسبياً، ورطوبتها العالية، وصفاء هوائها، إضافة إلى عذوبة مياهها، وهي عوامل تجعلها بيئة مثالية لزراعة التبغ. كما أن برودة مياهها في الصيف تعزز من جودة الأوراق، وتزيد من نكهة التبغ الطبيعي.


ثانياً: أنواع التبغ المزروع في گلي كرسي:
تُعرف زراعة التبغ في هذه المنطقة بتنوع أصنافه، والتي تحمل تسميات محلية، منها:

التبغ الحكومي (توڤئ حكومي): يعتبر من أجود الأنواع، يتميز بكثرة أوراقه وحجمها المتوسط.

الكرمانجي، الكويز، البلوط، البناڤي:

البلوط: جودة متوسطة بسبب صغر أوراقه.

البناڤي: الأقل جودة، يمتاز بأوراقه الكبيرة جداً.


ثالثاً: مراحل زراعة التبغ:
تمر زراعة التبغ بعدة مراحل دقيقة، تبدأ من التحضير وحتى الحصاد:

  1. زراعة البذور:
    تُزرع البذور في أحواض صغيرة مخلوطة بالرماد والسماد في شهر شباط، وتُغطى بالبلاستيك لحمايتها من البرد، ثم تُغطى بالقش في آذار لحمايتها من الطيور.
  2. نقل الشتلات:
    تُهيأ الخطوط (المروز) في الحقول، وتنقل الشتلات برعاية خاصة، وتُزرع على جانبي الخطوط.
  3. الري والتسميد:
    يُراعى الاعتدال في الري لتجنب ظاهرة “دوگرن” (ترسب الملح على الأوراق)، كما يتم تسميد النباتات بواسطة الري.
  4. العناية بالنبات:

العزق والتعشيب: مستمر للحفاظ على نظافة التربة.

قص البراعم (زبچه نكگرن): لزيادة قوة الأوراق.

عملية الخصي (خه‌ساندن): قص زهرة النبات لتقوية الأوراق.


رابعاً: الحصاد والتجفيف:
يبدأ الحصاد عادة في شهر تشرين الأول، حيث تُقسّم النبتة إلى ثلاث أقسام: الورقة العليا، الوسطى، والسفلى. وتُراعى درجة الحرارة أثناء التدخين حيث تكون الأوراق العليا أكثر حرارة.

بعد الحصاد، تُربط كل 12-15 ورقة معاً فيما يُعرف بـ(جوهتك)، وتُنشر للتجفيف على أعمدة خشبية (قيتك). بعد التجفيف، تُرش الأوراق، وتُجمع في شكل شدّات باستخدام نبات القاميش.

المرحلة الأخيرة تُعرف بـ”كورسى خوارن”، حيث تُضغط الشدّات بأوزان معينة لتليين الأوراق وتحسين نكهتها، وبعدها يتم بيعها بوحدة تسمى “الخليلي” (تقريباً أربعة كيلوغرامات).


الخاتمة:
تُعد زراعة التبغ في گلي كرسي من أهم الأنشطة الزراعية التي تعتمد على خبرة طويلة وتقاليد متوارثة، مدعومة بظروف طبيعية مثالية. وتبرز أهمية هذه الزراعة ليس فقط في جودة المنتج، بل أيضاً في المحافظة على التراث الزراعي المحلي الذي يعكس هوية المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى