صيام و عيد ايزي طقوسها و مراسيمها .

حيدر عربو اليوسفاني

ليس هناك ديانة كالديانة الايزيدية في كثرة اعيادها و مناسباتها و ايامها المقدسة ،حتى ان الانسان يعتقد بأن كل ايام السنة مقدسة عند الايزيدية , و نسبة كبيرة من هذه الايام المقدسة مخصصة للصوم .
صيام ايزي فريضة من فرائض الدينية لدى الايزيدية و يجب على كل فرد ايزيدي ان يصوم هذه الايام الثلاثة الا الاطفال الصغار و المرضى و المرضعات , يصادف هدا العيد في الجمعة الاولى من شهر كانون الاول حسب التقويم الشرقي يسبقه ثلاث ايام الصوم (الثلاثاء و الاربعاء و الخميس) , تجري خلال هذه الايام عدة طقوس و مراسيم جميلة و راقية لها نكهتها الخاصة و فلسفتها الاجتماعية ذات معاني ربما لا تجدونه عند الاقوام و الديانات الاخرى .
قبل بدء الصوم بعدة ايام تتم تحضيرات وهي تحضير المواد و الاكلات الخاصة بالصوم , في يوم الاثنين الذي يسبق الصيام يسمى يوم الذبائح و تقديم النذور بهذه المناسبة و يجب ان يكون الذبيحة خالية من عاهات المرضية , و يوزعون قسم منها للفقراء و المساكين و محتاجين خيراً , و القسم الاخر لاعداد السحور و الفطور و تهيئة اكلة الصيام و العيد الرئيسية .
في مساء يوم الاول من الصيام تقوم النساء بتحضير بعض الحلويات و خاصة الزبيب و التين اليابس و يوزعون على الجيران بهذه المناسبة و كما تقوم بعض منهن بتحضير سينية كاملة من الطعام و الحلويات و الفواكهة و يعطون للعوائل الفقيراء بمناسبة خير امواتهم (خيرا مرييا ) ,
واشعال الفتائل (جرا) المزارات ,و قسم من الناس يشعلون الفتائل في بيوتهم من اجل هذه المناسبة .
و قبل الفجر تقوم اغلب العوائل بتحضير الفطور قبل الفجر و بعض العوائل تقوم بدعوة الجيران و الاصدقاء لتناول وجبة السحور (باشيف) او وجبة الفطور (فتاربون ) .
يحلو البعض و خاصة الاطفال و الصبية تسميات على هذه الصيام , تسمية اليوم الاول ( ستو بزدينك) , اي قويطع الرقبة لصعوبة اليوم الاول و عدم تعود المعدة عليها , الثاني (جاف زلينك ) اي مبلحة العين لشعور الفرد بطول هذا اليوم , و الثالث بـ (رؤز قدينك ) اي اليوم المقضي لاختتام الصيام بها .
الاكلات الرئيسية في هذه الصيام الا وهي الكبة المعروفة (كوتلك) من حبية ناعمة و محشية باللحم و البصل و التوابل و حبات الرمان اليابسة التي تسمى بالكوردي (ترش) و تقديم مع مرقة حامض ولا نغالي اذا قلنا بان هذا العيد هو مهرجان الكبة فلا تدخل بيت الا وقد هيأ هذا الطبق لتقديمه سواء في الفطور او في صباح العيد , كما هناك اكلات اخرى معروفة في هذه المناسبة الا وهي لحم المغلي مع البرغل و مرقة الحمص بالحامض (ترش) و تشريب و الرز و شوربة العدس … الخ وفي صباح العيد يطبخون الباجة و يسمون بـ (تاشتيا شيشمس ) سحور الشيخ شمس .
قبل الفطور يقوم الايزيدي بالتوجه الى البيت لتناول الفطور حيث يغتسل الايزيدي و بعد ذلك يتوجه بالدعاء الى الله تعالى داعياً الخير لعامة الناس و ثم لنفسه و اهله و ابناء جلدته , بعد غروب الشمس يقوم الفرد الايزيدي بتقبيل( البرات ) و عند بدء الفطور يقبل رغيف الخبز كنعمة من نعم الله تعالى ثم يقول: يا الله ان تقبلي يومي .
في مساء يوم العيد ؛ يجري طقس مميز من قبل رجال الدين سواء في معبد لالش او في قرى و مجمعات الايزيدية الا وهو مراسيم دعوة (داوه نه بى ئيزى) هذا الطقس بمثابة دعوة لانتهاء صيام هذا العام , قبل غروب الشمس بخمس دقائق يستعد الناس من اجل سماع صوت الشيخ (شيخاً من طبقة الشمسانية من شيوخ امادين) يصرخ بصوت عالي و شجي ثلاث مرات قائلاً : (هي هي هي ؛ سبه داوه نه بيا ئيزيا ), و بعد انتهاء من هذا القول , يتجه الناس مسرعاً الى بيوتهم من اجل الافطار .
وفي صباح العيد باكراً تتجه النساء الى المقابر و بحوزتهن الحلويات و الفواكهة و اشياء اخرى يتبادلان مع البعض بالخير اكراماُ لامواتهم , و كذلك يقوم الشباب و الاطفال بالتوجه الى بيوت القرية افراداً و جماعات لتهنئتهم بقدوم العيد حيث تزهو الازقة و الشوارع بابهى حلة , حيث الاطفال مرتدين ملابس العيد وهم فرحين مرحين بعضهم البعض وهم يجمعون الحلوى بمناسبة العيد , و بعد الغذاء تقوم النساء بزيارة الجيران و الاقارب لتهنئتهم بيوم العيد و تستمر الزيارات حتى وقت الغروب , كما لا يخلو العيد من الفرح و الابتهاج و التجمهر وسط القرية و المجمعات السكنية الايزيدية للتعبير عن مدى اهمية عيد صوم ايزي عند الايزيديين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى