غزلان جبل شنكال انقرضت … ولم يبق منها سوى اسمائها يطلقها الناس على الحسناوات
حيدر عربو اليوسفاني
الغزال هو الحيوان الحبيب الجميل و الرشيق المحبوب لدى ابناء الديانة الايزيدية و الذي يهيم بحبه و عشقه منذ القدم .و ارتبط التراث الكوردي بالبيئة و كافة مكوناتها و مختلف مفرداتها .
وقد عُرف الغزال منذ القدم عن طريق ظهوره في اللوحات و الرسومات الموجودة في كهوف من العصر الحجري القديم و ما لحقه من عصور اخرى كنوع من الفن في رسم الحيوانات , و كان لها دور في الاساطير و الادب و الدين عبر التاريخ كما في شعارات الشجاعة , و لهذا الحيوان تاريخ طويل في الادب و التراث الايزيدي , كما اخذ مكانة كبيرة عند عدد كبير من الشعوب و الثقافات القديمة و اساطير المصريين و اليونانيين القدماء , حيث ظن شعوب قديمة ان هذا الحيوان هو رسول للالهة , وقد تغنى الشعراء و ادباء بصفات الغزال .
اصل اسم غزال , كوردية الاصل و انتقلت الى العديد من اللغات الاتينية .الايزيديون منذ الازل عشقوا الغزال ومنحوه احلى التمسميات التي كانت تستعمل في تلك الفترة و مازالت لرقتها و عذوبتها و سهولة وقعها على الاذن على سبيل المثال (ضاظ بةلةك , ضاظ غةزال ….الخ) , و من شدة اعجاب المجتمع الايزيدي بهذا الحيوان الرشيق فقد اطلقوا البعض اسمائها على بناتهم , كما هناك الكثير من الاغاني في فلكلور الكوردي عامة و الشنكالي خاصة تحمل اسم غزال مثلاً ( سترانا غزالي , غزال غزال , و سترانا الحصاد (درووني) غزالا من دلالا من …
الغزال من الحيوانات اليفة الذي يحبه الشيخ الجليل شيخادي كما قال ان اكثر حيوان يحبه بعد الضأن ,و هناك حديث قد ذكره الشيخ الجليل عن الغزال ( من قُبَل وجه الغزال كانه قُبلت وجهي , ومن اذى او يحاول ان ياذى الغزالة كانه اذاني ..), ولهذا نرى لها موضع و اماكن قد سميت باسمها في معبد لالش النوراني و المناطق الاخرى , لها اثر اقدام الغزال بالقرب من كانيا سبي, يقول ان اثر موضع اقدام غزال شيخادي , حسب فلسفة الديانة الايزيدية ان الغزال هي غنم شيشمس (غزال ,بةزا شيَشمسا ) اي قطيع الشيخ شمس لانها من الحيوانات المحببة لديه , و لهذا نرى صورة الغزلان على شكل نحت عند مزارات شيشمس في قرى و مناطق التواجد الايزيدي لها تمثال على هيئة غزال في داخل قبة شيشمس في قرية اوسفا في شمال جبل شنكال , و داخل قبة شيشمس في قرية الجفرية , كما لها صورة نحتية بالقرب من مزار خاتونا فخرا في شنكال .
سابقا كانت هناك ظاهرة يقوم بها بعض الناس بتعليق رأس الغزال في واجهة او مدخل بيوتهم معتقدين انهم يطردون او يسد عيون الحاسدة من خلال قرونها . كما لها حصة الاسد في التراث الايزيدي و خاصة تراث الشنكالي و لشد حبهم للغزال فقد كانوا يصنعون هيكلتها من الخشب او ماشابه ذلك بشكل تشبه الغزال بمثابة لعبة تسمى (غزالوك) كانت على قاعدة لها مجال بالحركة في الصعود و النزول و تربطون باصبع الخنصر بحيث ترقص الغزال مع انغام لحن الطنبورة عند العزف عليها و امتازت تلك اللعبة في زركشتها الجميلة بالخرز و النمنم (موهرك) بالكردي الملون , كما و خاصة في منطقة كرسي و كيرا قيرانيا يتم عمل من التين اليابس نماذج تصنع من التين كالغزلان .