فاجعة المطار/ قصص قصيرة جداً
مقالات/سليم الحسني
(١)
في يوم تشييع قائدي النصر الكبيرين، وقف شيخ المجاهدين على نعش أحدهما يبكي وقال بصوت عال: (قسماً بدمك الطاهر سيكون الثمن إخراج القوات الأمريكية من العراق). مضت أربع سنوات لم يحدث شيء، بل تبدل الكلام الى عكسه. هل حنث شيخ المجاهدين بيمينه؟ أم أنسته الظروف قسمه؟
(٢)
بعد مقتل القائدين الكبيرين، هاج الحزن ببعض الرجال المقاومين، هددوا وتوعدوا. أمسك الناس أنفاسهم، إنه الزلزال الذي لا يرحم.
لم يطل الانتظار. صاروا يستقبلون القتلة بالترحيب والتكريم، وسفيرتهم تدخل وزاراتهم ومكاتبهم. وجاءوا الى الحكم مَن يصف القتلة بالأصدقاء. ثم قالوا للقاتل: مكانك في أرضنا لا تبرحها رجاءً.
(٣)
في ذكرى الشهيدين العظيمين، يبكون حزناً عليهما. يتنافخون غضباً. يسابق أحدهم الآخر في علو الصوت والصرخة الحادة. فإذا جاء اليوم التالي نسوا حزنهم المستعار، وصبّوا ماءً بارداً على غضبهم الكاذب. ذلك هو حالهم صبيحة كل عام من يوم الفاجعة.
(٤)
في مكان بعيد وفقير ومحاصر، يقال له سبأ، سمع الأطفال دوي انفجارات على حدود بلادهم. ركضوا الى بيوتهم يخبرون آبائهم. خرج الرجال يحملون السلاح. صمدوا على الصخور والجبال. دحروا عدوهم. كانوا رجالاً حقاً، يفعلون ما يقولون.
قال الأطفال: السيادة كرامتنا وعرضنا. غداً لن ينبت على وجوهنا شارب إنْ لم نطرد المحتل اليوم.
هتف هاتف من وراء الأفق: تعلموا منهم الموقف، إنما الحياة مواقف. يزول المنصب مهما طال عمر صاحبه. ويضيع المال حين يفتح القبر بابه.