فلسفة عيد الخرقة في حساب طبقة الفقراء في جبل شنگال

حيدر عربو اليوسفاني
الايزيدية ينظر الى الاعياد بنظرة متميزة فيرى ان العيد فرصة للاجتماع الايماني الكبير بهذف ذكر الله و الملائكة الصالحين .
وفي الاديان ترتبط الاعياد باداء طاعات بعينها كما في الديانة الايزيدية فيأتي عيد الصيام شكراً و سعادةً باداء فريضة الصيام و عيد القوربان شكراً و سعادةً باداء فريضة الحج وهكذا .
جعل الايزدياتي الاحتفال بالعيد مرتبطاً بمعاني ذات قيمة عالية و متعلقاً بعبادة ترفع من شأن الانسان و اعتباره ليصل الى مراتب تسمو به ليحقق العواطف البشرية و الروابط الانسانية ، والعيد من المناسبات و المعاني الرمزية التي تثير شعوراً عاماً بالسعادة و البهجة بين عموم الايزيديين .
في معظم الاعياد و المناسبات لدى الايزيدية تجري عادات و تقاليد متوارثة عن الاباء و الاجداد و تكون مرتبطة بالطقوس الدينية .
يا ترى ما الغاية من عيد الخرقة ،ومنذ متى يحتفل به طبقة الفقراء ؟
لو تعمقنا في فلسفة الديانة الايزيدية لنرى عشرات الاعياد لم سامع بها من قبل لانها ديانة قديمة قدم الانسان فلكل حدث او ظاهرة قد مر بها الديانة الايزيدية بمثابة عيد او مناسبة دينية .
لهذا العيد ذات طابع ديني خاص و يرتبط برجال الدين حصراً و خاصة طبقة الفقراء في جبل شنكال .
يأتي هذا العيد بعد عيدي الاربعينيات (الصيف-الشتاء ) باربع ايام يسبقه ثلاث صيام وفي يوم الرابع هو العيد اي عيداً للخرقة .
يعود طقوس و مراسيم هذا العيد الى مجيء شيخادي (ع) الى المنطقة والى معبد لالش وكان صائماً في اليوم الاول من اربعينية الصيف و صام اربعين يوماً وكان في قرية باعدرا شيخا عند الصحابي الجليل حجي علي وفي ليلة العيد توجه الى لالش النوراني وبعد اداءه العيد صام ثلاث ايام اخرى و يسمون هذه الصيام الثلاث ب (مجادلة ) السلام يكون الشخص الذي يرتدي الخرقة يدخل فترة المجادلة لمدة ثلاث ايام تمهيداً للبس الخرقة ، وبعد انتهاءه من المجادلة لبس الشيخ الجليل الخرقة واصبح عيداً ، ومنذ ذلك اليوم يحتفل طبقة الفقراء بالمراسيم هذا العيد استذكاراً له .
و يسمون عيد الخرقة بعد اربعينية الشتاء عيداً باسم شيخادي (ع) ، و بعد اربعينية الصيف عيداً باسم ملك شيخسن (ع) كما ذكرت في قول دروزا خاسا .
يعود زمن تواجد الخرقة الى زمن الكون و خاصة الانسان ، فادم نفسه كان يلبس الخرقة و جاء بعده من لبس الخرقة مثل النبي نوح و يوحنا معمدان و زردشت و شيخوبكر و اومر خالا و شيخادي عليهم السلام جميعاً ومن ثم فئة من طبقة الفقراء .والذي يلبس الخرقة يجب عليه عدم قص لحيته وقبل لبسه للخرقة يجب عليه الصوم ثلاث ايام كما ذكرنا ومن ثم حضور شفبرات خرقة ومن ثم الباسه الخرقة من قبل شيخاً من شيوخ شيخوبكر او بيراً من ابيار اومر خالا او شيخاً من شيوخ الادانية ومن يرتدي الخرقة يطلق عليه الفقير وهو تعبير يدل على الزهد و التعبد و الابتعاد عن الخطيئة مهما كانت بسيطة .