كوريا الشمالية تقتحم حرب أوكرانيا بآلاف الجنود.. العالم نحو التصعيد الشامل!
زيوا نيوز/شرق الأوسط
يتجه العالم نحو المزيد من التصعيد مع تزايد التوترات في الساحة الدولية، وخاصة مع الأنباء المتداولة حول احتمال إرسال كوريا الشمالية جنودًا للقتال بجانب روسيا في أوكرانيا.
وهذه الخطوة، المحتملة ستمثل تطورا خطيرا يفتح أبواب الصراع على مصراعيها ويزيد من تعقيد المشهد الدولي.
وصرّح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته بأن إرسال كوريا الشمالية قوات لدعم روسيا في أوكرانيا سيمثل “تصعيدًا كبيرًا”.
وهذا التصريح جاء بعد تقارير استخباراتية كورية جنوبية أشارت إلى قرار كوريا الشمالية إرسال ما يقرب من 12 ألف جندي لدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وبحسب هذه المعلومات، يتواجد حوالي 1500 جندي من القوات الخاصة الكورية الشمالية في شرق روسيا للاستعداد للتوجه إلى الجبهة الأوكرانية.
هذا التحالف المتزايد بين موسكو وبيونغ يانغ يثير مخاوف كبيرة حول تداعياته على الوضع الأمني في أوروبا والعالم، فالعلاقات بين كوريا الشمالية وروسيا ليست جديدة، حيث تعود جذورها إلى عقود مضت، إلا أن التقارب الحالي يأتي في ظروف عالمية مضطربة.
وأثارت الزيارة النادرة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بيونغ يانغ في يونيو الماضي، والتي تم خلالها توقيع معاهدة دفاع مشترك لم يتم الكشف عن تفاصيلها، التكهنات حول اتفاقيات جديدة لنقل الأسلحة بين البلدين.
ورأى خبراء قانونيون أن هذه الخطوة تعد الخطوة انتهاكا صريحا للعقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على كل من روسيا وكوريا الشمالية، مما يزيد من التوترات الدولية ويضع المجتمع الدولي أمام تحديات كبيرة.
وفي ظل هذا التصعيد، يتساءل الكثيرون عن السيناريوهات المحتملة والتداعيات التي قد تنجم عن هذا التعاون العسكري المتزايد، إذا أرسلت كوريا الشمالية بالفعل جنودا إلى أوكرانيا، فإن الحرب قد تأخذ منحى جديدًا أكثر عنفًا، ما قد يؤدي إلى إطالة أمد الصراع وزيادة الخسائر البشرية والمادية.
ومن جانب آخر، قد يسهم هذا التدخل في تعزيز موقف روسيا على أرض المعركة، مما قد يعيد رسم توازنات القوى العسكرية في أوكرانيا ويزيد من الضغط على القوات الأوكرانية التي تتلقى دعما غربيا واسعا.
وفي هذه الحالة، قد يضطر الغرب إلى زيادة دعمه لأوكرانيا، سواء من حيث المعدات العسكرية أو الدعم اللوجستي، الأمر الذي قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في الحرب.
من ناحية أخرى، فإن هذا التحالف العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية قد لا يقتصر على دعم الجبهة في أوكرانيا فحسب، بل قد يكون له تداعيات على مناطق أخرى، خاصة في المحيطين الهندي والهادئ، حيث تزداد التوترات بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية.
قلق في كوريا الجنوبية
وكوريا الجنوبية، التي تعتبر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في المنطقة، قد تجد نفسها مضطرة لتعزيز استعداداتها الدفاعية لمواجهة أي تهديد محتمل من الشمال، ومع تدهور العلاقات بين سيول وبيونغ يانغ في الأشهر الأخيرة، يصبح الوضع أكثر تعقيدا، خاصة وأن هناك تقارير تشير إلى أن كوريا الشمالية قد قامت بالفعل بإرسال أسلحة وذخائر إلى روسيا لاستخدامها في الحرب الأوكرانية.
ولا يمكن تجاهل التداعيات الاقتصادية لهذا التصعيد، إذ أن فرض المزيد من العقوبات على روسيا وكوريا الشمالية قد يؤدي إلى تعميق الأزمة الاقتصادية في كلا البلدين، إلا أنه قد يكون له تأثيرات سلبية على الاقتصاد العالمي، خاصة في مجالات الطاقة والغذاء.
ويأتي ذلك من أن روسيا تعتبر من أكبر موردي الغاز الطبيعي والنفط إلى أوروبا، وأي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى اضطرابات في أسواق الطاقة العالمية، ما قد يرفع أسعار النفط والغاز ويزيد من الضغوط على الاقتصادات الأوروبية.
وفي ظل تلك الأوضاع يمكن القول إن العالم يقف على أعتاب مرحلة جديدة من التصعيد العسكري والسياسي، حيث تتزايد التحالفات المفاجئة، ويزداد التوتر بين القوى العظمى، حيث ستضع التحركات الأخيرة لكوريا الشمالية وروسيا الجميع أمام تحديات كبيرة، وتتطلب استجابة حذرة ومدروسة من قبل المجتمع الدولي لتجنب تفجر الصراعات إلى مستويات لا يمكن السيطرة عليها.