كيف سيكون رد الفصائل العراقية لأستهداف أميركا لقيادي في كتائب حزب الله بعد إعلان الهدنة ؟
![](https://zewanews.com/wp-content/uploads/2024/02/IMG-20240209-WA0017-780x470.jpg)
زيوا نيوز/ بغداد
مع استهداف القوات الأميركية لقيادي في كتائب حزب الله العراقي، قد تدخل واشنطن وبغداد في مرحلة علاقات غير مستقرة في المستقبل القريب، بحسب ما يرى محللون.
الضربة الأميركية التي نفذت، الأربعاء، استهدفت قياديا من كتائب حزب الله كان في سيارة بالعاصمة العراقية، بغداد. تأتي ضمن سلسلة هجمات للرد على استهداف القوات الأميركية في العراق وسوريا، والتي تعهدت واشنطن بالرد عليها “في الوقت والزمان المناسبين”.
وأكد الجيش الأميركي شن غارة في العراق تسببت بمقتل قيادي من جماعة كتائب حزب الله العراقية المسلحة، دون إعلان اسمه، في حين أكد بيان للحشد الشعبي مقتل “أبو باقر الساعدي”، في حين ذكرت تقارير مقتل قياديين آخرين كانوا في السيارة ذاتها.
وتصنف واشنطن كتائب حزب الله منظمة “إرهابية” وسبق أن استهدفت الفصيل بغارات في العراق في الأسابيع الأخيرة.
ويشير محللون إلى أن هذه الضربة قد تكون لها تبعات بتنصل كتائب حزب الله من التزامها تجاه الحكومة العراقية فيما يخص وقف الهجمات على القوات الأميركية، والرد بشكل عنيف على القواعد التي تستضيف قوات أميركية في العراق أو سوريا، وحتى قد تطال المنشآت الدبلوماسية الأميركية في العراق.
الساعدي والعلياوي.. من هما؟
وأعلنت كتائب حزب الله في بيان عن مقتل “وسام محمد صابر الساعدي” الذي يعرف يكنى بـ “أبو باقر الساعدي”، القيادي البارز بالضربة الأميركية.
وكان الساعدي مسؤولا عن “ملف سوريا العسكري” في كتائب حزب الله وفق مصدر في هذا الفصيل تحدث لوكالة فرانس برس، مفضلا عدم الكشف عن هويته.
وأضاف أن أبو تحسين الحميداوي وهو آمر لواء في الحشد الشعبي قتل في الاستهداف مع شخصين آخرين كانا في ذات السيارة المستهدفة.
وأشار إلى أن هناك أنباء عن مقتل القياديين في كتائب حزب الله أبو باقر الساعدي وأركان العلياوي في القصف.
الباحث والكاتب السياسي العراقي المقيم في برلين، أحمد العلواني، كان قد أكد في منشور عبر منصة “إكس” أن الضربة الأميركية استهدفت مركبة بعد خروجها من مكتب هادي العامري القيادي في منظمة بدر، حيث تسببت الضربة في مقتل “أبو باقر الساعدي.. مسؤل قاطع جرف صخر، وأركان العلياوي مدير استخبارات كتائب حزب الله في جرف صخر”.
رائد الحامد، باحث وكاتب عراقي في الحركات الإسلامية المسلحة أشار إلى أنه ليس الأهمية بالأشخاص الذين تم استهدافهم، إنما لأنهم ضمن قيادات كتائب حزب الله العراقي.
وأضاف في حديث لموقع “الحرة” أن المعلومات تشير إلى استهداف أبو باقر الساعدي، وهو من يدير جناح القوة الجوية والتي تمتلك الصواريخ، إضافة لمقتل أركان العلياوي وهو يترأس الاستخبارات وتبادل المعلومات في الكتائب”.
وأشار إلى أنه لا توجد الكثير من المعلومات عن هؤلاء، أو حتى مدى تأثر هيكلية كتائب حزب الله بمقتل القياديين، خاصة وأن “تسلسل هيكل قيادتهم يشوبه الكثير من التعتيم والغموض”.
ويرجح الكاتب الحامد إلى أن الضربة التي نفذتها القوات الأميركية الأربعاء ستشكل “تحديا كبيرا لكتائب حزب الله، وقد تكشف لهم عن اختراق أميركي مكن قواتها من استهداف القياديين في الكتائب”.
ويعد الفصيل واحدا من أبرز فصائل “المقاومة الاسلامية في العراق” التي تبنّت في الأسابيع الأخيرة عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش في العراق وسوريا.
ومنذ منتصف أكتوبر، تعرضت القوات الأميركية والتحالف الدولي المناهض للمتطرفين في العراق وسوريا، لأكثر من 165 هجوما في انعكاس مباشر للحرب الدائرة في قطاع غزة بين الكيان الصهيوني وحركة حماس الفلسطينية.
الخسائر”.
وتقول الولايات المتحدة إن طهران مسؤولة عن تسليح وتمويل المجموعات التي تنفذ الهجمات، لكنها لم تستهدف إيران حتى الآن إذ تسعى لتجنب حرب مدمرة محتملة.
وقال ألترمان إن “مواجهة مباشرة كبرى تهدد بالتسبب في اندلاع حرب إقليمية مفتوحة بدون نهاية أو أهداف واضحة”.
وأضاف “لا أعتقد أن الشعب الأميركي يريد حربا مفتوحة في الشرق الأوسط وهذا ينطبق على أصدقاء أميركا وحلفائها في المنطقة”.
وردا على سؤال عما إذا كان البنتاغون يخطط لحملة عسكرية طويلة في العراق وسوريا، قال الناطق باسمه، الجنرال بات رايدر: “كما أرى الأمر، لن تكون تلك هي الحال”.
وأضاف رايدر ردا على سؤال عما إذا كانت الضربات الجوية ستستمر طالما أن الهجمات على القوات الأميركية متواصلة “سنتخذ كل الإجراءات الضرورية المطلوبة لحماية قواتنا”.
وقالت ميشيل غرايز وهي باحثة في مجال السياسات في مؤسسة “راند” غير الربحية إن “هناك احتمالا أن نشهد استمرار الهجمات بالوكالة طوال فترة الحرب (في غزة) علما أن شدة تلك الهجمات وتواترها قد تتغيران”.
وأضافت لوكالة فرانس برس أن هناك سيناريو تستمر فيه الهجمات حتى بعد انتهاء الحرب، لكنها أشارت إلى أنها تتوقع “أن تؤدي هدنة ممددة إلى وقف الهجمات الحالية، على الأقل في المدى القريب”.
وأدى الغضب من الهجوم على قطاع غزة والتي بدأت عقب هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حماس، إلى تأجيج أعمال العنف التي انخرطت فيها المجموعات المسلحة المدعومة من إيران في لبنان والعراق وسوريا واليمن.
هجمات أكثر عنفا قد تستهدف القوات الأميركية !
وتوقع الكاتب الحامد أن تتنصل كتائب حزب الله “من التزامها مع الحكومة العراقية بوقف الهجمات على القوات الأميركية، حيث سنشهد عودة لهجمات أكثر عنفا على القواعد التي تستضيف قوات أميركية”.
ولم يستبعد الحامد استهداف السفارة الأميركية في بغداد أو القنصلية الأميركية في أربيل، أو قاعدة عين الأسد وحرير.
وقال مصدر أمني لوكالة رويترز عقب الغارة الأربعاء، إن القوات الخاصة العراقية في حالة تأهب قصوى في بغداد وأن مزيدا من الوحدات نشرت داخل المنطقة الخضراء التي توجد بها بعثات دبلوماسية دولية منها السفارة الأميركية.
وأعلنت كتائب حزب الله، أواخر يناير، “تعليق” العمليات العسكرية والأمنية ضد الولايات المتحدة في البلاد بغية عدم “إحراج” الحكومة العراقية، وذلك بعدما تعهّدت واشنطن الرد “بالطريقة الملائمة” على الهجوم في الأردن.
وعلى الرغم من إعلانها تعليق هجماتها، أوصت الكتائب في بيانها مقاتليها “بالدفاع السلبي مؤقتا، إن حصل أي عمل أميركي عدائي تجاههم”.
واستطرد الحامد أن كتائب حزب الله العراقي “تعتبر الفصيل الأكثر نفوذا بين الفصائل الأخرى في الداخل العراقي، ويمتلك ترسانة متقدمة من الأسلحة بما في ذلك صواريخ وطائرات مسيرة موجهة”.
وتابع أن “قدرات هذا الفصيل العسكرية لا تتوقف عند امتلاكهم للأسلحة التي زودتهم بها إيران منذ عام 2019 وما قبل ذلك، إذ لديهم قدرات لتصنيع وتطوير صواريخ ومسيرات”.
وتداول على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة قيل إنها للضربة التي استهدفت السيارة، ولم يتسن التأكد منها.
ويعتقد الحامد أن التقديرات الاستخباراتية الغربية تشير إلى أن كتائب حزب الله هي المسؤول المباشر عن الهجمات التي تعرضت لها القوات الأميركية في العراق وحتى سوريا خلال الفترة القريبة الماضية، بالتعاون مع حركة النجباء وكتائب سيد الشهداء وأنصار الله.
وتعرضت الكتائب لضربات أميركية سابقا في أواخر 2019، وهو ما أدى وقتها إلى اقتحام أنصارهم وأنصار الحشد الشعبي المنطقة الخضراء، وتفاقمت الأمور حينها وانتهت بمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني وبرفقته أبو مهدي المهندس مطلع 2020، بحسب الحامد.
وقبل أسبوع، شنت الولايات المتحدة ضربات في سوريا والعراق ضد أهداف لقوات لفيلق القدس، الوحدة الموكلة العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وفصائل مسلحة موالية لإيران.
وجاءت تلك الضربة ردا على هجوم تعرضت له قاعدة لوجستية للقوات الأميركية في 28 يناير الماضي في الأردن على مقربة من الحدود مع سوريا والعراق، وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين.
وأسفر الرد الأميركي بضربات استهدفت مواقع في العراق، قرب الحدود مع سوريا، عن مقتل 16 مسلحا من الحشد الشعبي، وهو تحالف يضم فصائل مسلحة مرتبطة بإيران، وبات عناصره جزءا من القوات الرسمية العراقية. ومنذ أسابيع، يجد العراق نفسه وسط التوترات التي تشهدها المنطقة، على الرغم من الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الحكومة العراقية بهدف خفض التصعيد، مع شريكتيها إيران والولايات المتحدة، بحسب وكالة فرانس برس.