مؤسسة ايزيدية : عائلتان ايزيديتان تواجهان تهديدات في قرية بافلون بسوريا
![](https://zewanews.com/wp-content/uploads/2024/10/IMG-20241012-WA0000-780x470.jpg)
زيوا نيوز – متابعة
نشرت مؤسسة ايزدينا الأيزيدية في سوريا تقريراً مفصلاً عن تلقي عائلات ايزيدية تهديدات بعد عودتهم الى بافلون في شمال شرق سوريا و التي تقع على بُعد 15 كيلومترًا شمال شرق مدينة عفرين.
قبل الحرب في سوريا، كان يعيش في القرية حوالي 100 عائلة إيزيدية، أي ما يزيد عن 350 شخصًا. يمتلك الإيزيديون في بافلون تاريخًا ثقافيًا ودينيًا عريقًا، وتضم القرية مزار شرف الدين، وهو موقع ديني هام لهم.
شهدت قرية بافلون الشهر الماضي عودة عائلتين إيزيديتين إلى منزلهما بعد تهجير جميع سكان القرية الإيزيديين قبل أكثر من ست سنوات. ومع ذلك، تواجه العائلتان مضايقات مستمرة تشمل إلقاء القنابل الصوتية وتلقي تهديدات مكتوبة، تحتوي على عبارات مثل “لا مكان للإيزيديين الكفار في هذه القرية”، مما يعرقل استقرارهما ويثير القلق حول سلامتهما في المنطقة بحسب “ايزدينا”.
استمرار منع عودة سكان قرية بافلون الإيزيدية لأكثر من ستة أعوام
يسلط هذا التقرير من ايزدينا الضوء على معاناة الكرد الإيزيديين في قرية بافلون، وهي قرية جميع سكانها من أبناء الديانة الإيزيدية. تعرض سكانها لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تشمل التهجير القسري، والاستيلاء على الممتلكات، والتمييز الديني، والتعذيب، وتدمير المواقع الدينية والثقافية.
التهجير القسري والاستيلاء على الممتلكات
منذ احتلال عفرين في عام 2018، قامت الفصائل المسلحة المتطرفة، وخاصة “الجبهة الشامية”، بالاستيلاء على منازل وأراضي الإيزيديين في بافلون. تم تهجير جميع السكان الإيزيديين من القرية؛ بعضهم نزح إلى خارج عفرين حيث يعيشون في المخيمات، وبعضهم نزح إلى مركز مدينة عفرين. كما بقيت حينها خمس عائلات داخل القرية رفضت الخروج، ولكن سرعان ما تم طردها بالقوة من قبل الفصائل المتطرفة. ومنذ ذلك الحين أي في عام 2018، أصبحت القرية فارغة من الإيزيديين، وما زالت العشرات من هذه العائلات تعيش في مركز مدينة عفرين أو لدى أقاربها خارج قرية بافلون.
تقدمت العائلات الإيزيدية المهجرة والتي بقيت داخل عفرين بشكاوى رسمية متعددة منذ عام 2019 إلى الشرطة العسكرية، ولجنة رد المظالم، والمجالس المحلية بما فيها المجلس الوطني الكردي، وأيضًا إلى قيادة الفصيل الذي يحتل أرضهم “الجبهة الشامية”، لاستعادة منازلهم وممتلكاتهم الزراعية، لكن دون جدوى. وكان قد استولى المستوطنون، ومعظمهم من عائلات المسلحين، على المنازل والأراضي.
بعد فشل الإيزيديين في استرجاع أراضيهم، توجهت هذه العائلات الإيزيدية، والمؤلفة من 16 عائلة، مجددًا إلى قيادة “الجبهة الشامية” في مدينة إعزاز في بداية شهر أيار الجاري، مطالبين باستعادة 16 منزلًا. وبعد شهر من مطالبة العائلات باسترجاع أملاكهم، قامت الفصائل المتطرفة باختطاف شاب إيزيدي كان قد عاد مؤخرًا إلى مدينة عفرين لاستعادة ممتلكاته في قرية بافلون. ووفقًا لتوثيق إيزدينا، فإن الشاب ما زال مختطفًا حتى تاريخ كتابة هذا التقرير. وعليه، جاء الاختطاف لردع العائلات الإيزيدية عن الاستمرار في المطالبة باسترجاع أملاكهم.
في بداية شهر سبتمبر الجاري، أعاد الفصيل منزلين فقط، مدعيًا عدم قدرته على إخراج المستوطنين من المنازل المتبقية بحجة أن الوالي التركي قرر عدم طرد المستوطنين ما لم يتم إيواؤهم في منازل آمنة داخل قرية بافلون.
المضايقات والاعتداءات المستمرة
العائلتان اللتان استعادتا منزليهما في الشهر الفائت تتعرضان لمضايقات يومية من قبل المستوطنين بالتعاون مع عناصر مسلحة تابعة للمعارضة السورية. تشمل هذه المضايقات:
- الرشق بالحجارة على منازلهم.
- تلقي تهديدات ورقية تحمل عبارات مثل “لا مكان للإيزيديين الكفار في هذه القرية”.
- إلقاء قنبلتين صوتيتين داخل المنزل خلال الشهر الماضي.
تدمير المواقع الدينية والثقافية
تم تدمير أجزاء كبيرة من مزار شرف الدين، وهو موقع ديني هام للإيزيديين، في محاولة لاستفزازهم ومحو هويتهم الدينية. بالإضافة إلى ذلك، تم بناء مسجد داخل أحد منازل المدنيين في بافلون، في تجاهل للطابع الديني للقرية.
في عام 2022، رُصدت عدة قبور تعود للإيزيديين تم تدميرها وتخريبها من قبل الفصائل المتطرفة والمستوطنين، بهدف تخويف الإيزيديين وإيصال رسالة بأن حتى موتاهم مستهدفون.