توقيع وثيقة بـ 3 ملايين دولار لسنجار… خطوة نحو الاستقرار أم حل مؤقت؟

زيوا نيوزـ سنجار

وقّع محافظ نينوى عبد القادر الدخيل، بحضور وكيل وزير التخطيط الدكتور ماهر الشمري ومستشار رئيس الوزراء المشرف على ملف سنجار الدكتور زيدان العطواني، وثيقة مشروع السلام وإعادة الاستقرار في قضاء سنجار مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وذلك بمنحة تبلغ قيمتها 3 ملايين دولار.

وأكد محافظ نينوى في تصريح له عقب توقيع الوثيقة أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز الاستقرار في سنجار من خلال التنمية المستدامة وتوفير التدريب لسكان المنطقة. وأشار إلى أن المشروع يتضمن مكونات تتعلق بالبنى التحتية والتماسك الاجتماعي، بهدف إعادة الحياة الطبيعية إلى سنجار التي تأثرت بفعل العصابات الإرهابية. وأضاف أن هذه المنحة تأتي في إطار الجهود الدولية لدعم العراق في مواجهة الأزمات الراهنة، لاسيما إعادة إعمار المناطق المحررة مثل سنجار.

من جانبه، عبّر ممثل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في العراق، أوكي لوتسما، الذي وقّع الوثيقة عن جانب الأمم المتحدة، عن التزام المنظمة الدولية بدعم جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار في المناطق المتضررة.

ورغم هذه الجهود الدولية، تواجه الحكومة العراقية انتقادات متزايدة بسبب تقصيرها في تقديم الدعم الكافي لقضاء سنجار وأهله، الذين يعانون من الإهمال المستمر بعد سنوات من تحرير المنطقة من سيطرة العصابات الإرهابية. فبالرغم من مرور سنوات عديدة على تحرير سنجار، لا تزال البنى التحتية مدمرة بشكل كبير، مع غياب شبه تام للخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية.

المراقبون المحليون يؤكدون أن المنح الدولية والمساعدات الخارجية، رغم أهميتها، لا تكفي لتعويض غياب الدور الحكومي الفعّال في إعادة الإعمار. ويشيرون إلى أن الحكومة العراقية لم تقدم حتى الآن خططاً واضحة لعودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية، ولم تُظهر التزاماً حقيقياً بإنهاء معاناة سكان سنجار الذين يعيشون في ظروف قاسية.

كما يشير بعض المنتقدين إلى أن الحكومة تتعامل بازدواجية في أولوياتها، حيث تعاني العديد من المناطق المحررة من نفس الإهمال، مما يثير تساؤلات حول مدى استعداد الحكومة لوضع خطط شاملة لإعادة إعمار المناطق المتضررة وضمان عودة الحياة إليها بشكل كامل.

ختاماً، يؤكد مجتمع السنجاري أن مثل هذه المشاريع الدولية رغم أهميتها تظل حلولاً مؤقتة، وأن الحاجة الملحة اليوم هي إلى تدخل حكومي مباشر ومستدام لإعادة المنطقة إلى سابق عهدها، وضمان حياة كريمة لسكانها المظلومين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى