مفهوم القراءة وأهميته عند القارئ الجيد

مقالات / فلاح روج

القراءة مفهوم ثقافي شاسع وكبير، تنمي العقل وتغذيه وتخصب الخيال الفكري، وتوسع حقل المعرفة تجاه الحياة. كما أنها تجعله أكثر نشاطاً وحيوية، ومن المؤكد أن ليس كل القراء على حد سوى.
فهناك من يقرأ من أجل الإستمتاع
وهناك من يقرأ لملء الفراغ، والأخير منهم مزيفون ويهدرون أوقاتهم بلا فائدة.
أما القارئ الحقيقي؛
فهو من يقرأ النص قراءة تحليلية بتأني وعمق وبذهن مفتوح ومرن، و يكرس حواسه الذهنية على جوهر النص، الذي يحرث الكتاب بالقراءة، يلخص ويسجل الفوائد، ويتحاور مع المؤلف بالأفكار التي قرأها، القارىء الجيد يهتم بالإنتاجية أي بالثمار التي يقطفها وليس بكثرة الكتب التي يقرأها، الذي يتمتع بقابلية جيدة لإستيعاب الجديد ويمتلك بنية عقلية متفتحة تجعلة يحدد الكِتاب المفيد من الكِتاب الرديء، القارىء الجيد ما إن يقرأ في السرد حتى يحزن عند نص حزين، ويتأثر عند نص مؤثر، ويضحك عند نص كوميدي.. الحق الذي يعيش حياة القراءة بعواطفهُ ومشاعرهُ وحواسه، الذي ما إن يبدأ بالقراءة حتى ينفصل عن الحياة الواقعية لينزوي مباشرةً في حياة القراءة.
فهناك أشخاص يقرأون ولكنهم لا يتقدمون فكريًا وعقليًا والدليل هو قرأتهم العقيمة والسطحية التي لا فائدة منها، وهذه أمور لا تندرج تحت سمات القارىء.
القارىء الجيد تجد فيه نوع من الأسلوب الجيد في الحوار وتلاحظ أنه أكثر نضجًا وفهمًا ويمتلك في جعبته ثقافة الإطلاع والسبب الجوهري يكمن في الكتب الجيدة التي يقرأها لأنها تغيره جذريًا وترتقي به الى حد الكِتاب الذي قرأه.
القارىء هو من يوسع قاعدة الفهم ويضيف لحوزته الكثير من المعرفة، يبلور الأفكار ويتحاور معها ويضيف إليها، حتى تكون أكثر نفعًا ونقاءً، لانه ثمة أفكار واطروحات هشة ومهزوزه تحتاج قراءة نقدية.
على القارئ أن يقرأ النص أو النصوص بعمق وتمهُل ورزانة، أن يقرأ بصفاء ذهن، يقرأ بجد، يبحث، يحلّل، يفتش ما وراء النصوص، يكون كما الفلاح الذي يحرثُ أرضه الخصبة بجد وتمهُل وأجتهاد؛ من أجل أن يكسب الكثير، يقرأ بتمعن وأن يجعل خياله يرسم صوراً واضحة لما يقرأ.
يقرأ فالقراءة مستشفى العقول.
يقرأ بشغف وحبّ ويمنح عقله هدفاً يسعى لأجله.
يقرأ الكتاب الذي يتحدى ولا يعجز؛حتى يُحسّنُ فهمه ويرتقي الى حدٍ مقبول.
يقرأ بروحه وكيانه؛ ليغسل روحه من ظلمات الواقع القبيح، يهرب الى حياته الاخرى، يهرب الى الحضن الدافىء، يهرب لكي يحتضن النصوص.
يقول:”أديسون” حين سُئل عن العبقرية “إنها ١٪ إلهام ٩٩٪ عرق جبين” ! فلذلك عليه أن يثابر، يعمل بجهد يبذل الكثير،ويسع قاعدة فهمه،ويكون على علم
الكثير من يقرأون لكن القليل من يفهمون، فلذلك عليه أن لايفكر أن القراءة تقف وراءها الموضات الذهنيه.

عليه أن يجعل القراءة حياة بنسبه له وملجأ يهرب إليه دائماً، يجعل منها حياة أخرى يؤمن بوجودها، التي يتغذى بها روحياً وعقلياً والتي يجب أن يتعلم منها أنه ليس فاشلاً مادام يذهب إليها، لأنها تبعده عن نقطة الجهل، وتذهب به الى الرقي، وتفتح أمامه نوافذ في عالم الفكر والأدب.
القراءةُ علاج للهراء ، لهذا الهراء الذي يحدث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى