من مجمعات شنكال(مجمع بورك )

حيدر عربو

مجمع اليرموك (بورك) من احدى المجمعات السكنية( القسرية) التي يتبع ادارياً الى قضاء شنكال , يبعد عن مركز ناحية الشمال (سنوني) بمسافة حوالي 20كم تقريباً من جهة الشرق, يحاذي مجمع اليرموك من الشرق مجمع كوهبل , ومن الغرب مجمع دوهلا , ومن الشمال قرية الخازوكة العربية و ام خباري ومن جهة الجنوب مزار شرف الدين بمسافة 8كم .
و كان يقدر عدد سكان المجمع قبل الابادة الاخيرة في عام 2014 بـ 30 الف نسمة.
هناك اراء متعددة حول تسمية المجمع ، الرأي الاول “وربما الاصح” , يقول انه حتى منتصف السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي , كان مياه بئر شرفدين تعبر عبر اراضي بورك مروراً الى الوادي الذي يقع في وسط المجمع وتصل في بعض الاحيان ميائه الى الاراضي السورية خاصة في فصلي الشتاء والربيع كما يقولون (ئاظا بيرا شرفدين تيَرا دبؤرت) لذلك سمي بذلك. و بحسب ما يروي كبار السن من اهالي المجمع ، كان يوجد فيه آبار تتدفق منها مياه الينابيع و لغزارتها كانت تفيض و تصب في وادي جارٍ اطراف المنطقة و كان يصعب حينها على قوافل التجار من العبور خلالها و جاءت تسمية هذه القرية بسبب وجود آلة تستخدم في غزل و نسج الصوف تسمى باللهجة الشنكالية (بور) لكن هناك رأي اخر يقول: ان ما نسميه حالياً بـ (بورك) نسبةً الى بؤر (حصان) الولي شرفدين , حسب المصادر الشفوية تقول عندما غادر الولي شرفدين منطقة شنكال في القرن الثاني عشر الميلادي باتجاه نصيبين مر من بورك و استمر في رحلته . استذكاراً بذكره الكريم سميت المنطقة بـ ( بورك) اي بالكردي (شرفدين تيَرا بؤرى).اما الرأي ثالث, بانه حسب المصادر التاريخية استمرت الحكم العثماني لمنطقتنا قرابة 400 سنة, ليس من الغريب اثرت نظامهم على المنطقة ليس من ناحية الابادات الجماعية فقط و انما من الناحية الثقافة و اللغة و العادات و التقاليد, فحسب ما سمعته من الشيوخ ان كلمة بورك , تركية الاصل و تعني الجسر, ربما في الازمنة السابقة كانت تمر المياه بشكل كثيف عبر اراضي ما تسمى حالياً بـ ( بورك) و لهذا سمي بذلك. قبل اصدار الحكومة العراقية قراراً في عام 1975 بترحيل جميع القرى الايزيدية الى المجمعات القسرية ،كانت قرية بورك موجودة و يسكنها فخذ من عشيرة بيت الخالد تسمى (علدينا) , و بعد تنفيذ قرارهم الجائر اصبحت مجمعاً قسريا سكنت فيها أهالي الكثير من القرى بعد تدمير قراهم ، لكن ماتزال القرية (بورك القديمة) موجودة بحدودتها الادارية و منفصلة عن المجمع .
يبلغ عدد القرى التي دمرت و رحلت سكانها كافة الى مجمع اليرموك 17 قرية , اما هناك بعض القرى ربما رحل بيتاً الى عشرة بيوت او اكثر قد سكنت تلك المجمع عند ترحيل القسري في عام 1975. وبلغ عدد البيوت في المجمع انذاك (1600) بيتاً تقريباً.
اما التكوين العشائري للمجمع كان خليط من عدة عشائر اهمها :(مالا خالتي ,شركا ,كوركوركا ,مالا بكي , طبقة فقير :(ال زرو , ال جندو , ال حمو ) ,دنا ,عليسوركا ,خالتا، قيجكا ,متربي , اوسفان بفروعها: ( قرمندا , فارسا , مام خنانا , كورادي ,ستالكا , كوسادي ,رشكا ,بلكا ,جلكا ,جيلكا ,و الشيوخ والابيار من عدة طبقات ).وبعد ترحيل أهالي القرى الى المجمع القسري، قامت الحكومة ببناء مركز صحي في وسط المجمع و مخفراً للشرطة و مقر لحزب البعث, كما تم افتتاح اول مدرسة ابتدائية في المجمع والتي سميت باسم (مدرسة بورك الابتدائية ) تم بنائها من الطين و ذلك في 11/10/1975 و تمت مباشرة مدير المدرسة و المعلمين في 22/10/1975.اما الخدمات الاخرى فقد تعمدت الحكومة العراقية في توفيرها، ففي عام 1982 تم ايصال التيار الكهربائي الى المجمع, وباشرت بتبليط شوارع المجمع في عام 1984, وفي عام 1987 تم بناء مدرسة للدراسة المتوسطة في المجمع, اما الثانوية تم افتتاحها في عام 1998 وفي البداية كان هناك الفرع الادبي فقط، اما الفرع العلمي فتم افتتاحه بعد سقوط نظام البائد عام 2003.اما الشبكة الماء و المجاري كانت معدومة فيه و بعد معانات دامت 47 عاما تم تزويده بالشبكة الماء و المجاري في 2022 من قبل مبادرة نادية مراد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى