وفاة المفكر وعلم اللسانيات الأمريكي “نعوم تشومسكي”
زيوا نيوز/ بغداد
توفي اليوم الثلاثاء(19_06_2024) المفكر وعالم اللسانيات الأميركي الشهير نعوم تشومسكي عن عمر يناهز 95 عامًا.
فقد دخل “تشومسكي” إلى المستشفى في موطن زوجته الأصلي البرازيل يوم الخميس الماضي 13 يونيو 2024م، بعد إصابته بسكتة دماغية حادة أفقدته القدرة على الكلام.
وأكد تقرير نشرته صحيفة فولها “دي إس باولو “البرازيلية إن تشومسكى يعاني من صعوبة في التحدث ويتأثر الجانب الأيمن من جسده وتتم زيارته يوميًا من قبل طبيب أعصاب ومعالج النطق وأخصائي الرئة.
من هو نعوم تشومسكي؟
ولد نعوم تشومسكي في مدينة فيلاديلفيا بتاريخ 7 ديسمبر عام 1928م، وقد كان نعوم تشومسكي عبقريًا حيث نال على درجة الدكتوراه في اللسانيات من جامعة بنسلفانيا، ومنذ عام 1955م أصبح أستاذًا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأنتج نظريات رائدة ومثيرة للجدل حول القدرات اللغوية البشرية وارتباطها بالدماغ، كما يتم نشر أعمال تشومسكي على نطاق واسع سواء في المواضيع التي تتعلق في مجاله أو في قضايا المعارضة والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وعُرِف عن تشومسكي كمعارض شرس للسياسة الخارجية الأمريكية ومساند لقضايا التحرر في العالم، كما أن الأكاديميين المتخصصين في علم اللغة يعرفون أن هناك عالم لسانيات أمريكي أحدث ثورة كبرى في مجال اللغة وعلم النفس في القرن العشرين بنظريته التوليدية التحويلية في اللغة.
ولتشومسكي وجهة نظر واسعة فيما يختص بحقوق التعبير، وتحديداً في وسائل الإعلام، ومعارضة الرقابة. وذكر أنه «فيما يتعلق بحرية التعبير هناك موقفان أساسيان: إما أن تدافع بشدة عن آراء تكرهها، أو أن تعارضها وتفضل المعايير الستالينية/الفاشية». وفي إشارة لتسرب وثائق دبلوماسية للولايات المتحدة ذكر تشومسكي «لعل الأكثر إثارة هو .. الكراهية المريرة للديموقراطية والتي ظهرت من خلال الحكومة الأمريكية -هيلاري كلينتون وآخرون- وأيضاً من خلال الخدمة الدبلوماسية.» ورفض تشومسكي اتخاذ اجراءات قانونية ضد أولئك الذين شهروا به وفضل التصدي لذلك من خلال رسائل مفتوحة في الصحف. ومثال واضح لذلك هو رده لمقالة كتبتها إيما بروكيز في صحيفة «الغارديان» والتي زعمت فيها نفيه لوجود مذبحة سربرنيتسا ودفعت شكوى تشومسكي الغارديان لنشر اعتذار وتصحيح وأيضا سحب المقالة من صفحتها على الموقع .
قدّم تشومسكي التسلسل الهرمي لفرضياته التي طرحها طوال مسيرته، والقواعد التوليدية في اللغة، ومفهوم القواعد العامة التي تكمن وراء كل الكلام البشري والآلية التي يعمل بها، حيث استند إلى البنية الفطرية للدماغ وتكوينه، واعتبرها العامل الأساسي في تكون اللغة، فتشومسكي لم يغير في مجال علم اللسانيات فحسب، بل أثر عمله في مجالات عدة مثل؛ مجال العلوم والفلسفة وعلم النفس وعلوم الكمبيوتر والرياضيات وتعليم الطفولة والأنثروبولوجيا.
ألّف تشومسكي الكثير من الكتب في مجال علم اللسانيات والتي أحدثت فرقًا، ومن بين كتبه الرائدة كتاب “الهياكل النحوية” و”اللغة والعقل” و”جوانب نظرية بناء الجملة “، و”ماذا يريد العم سام”، و”الربح مقدما على الشعب”وكذلك ألف أكثر من 100 كتاب عن الحروب والسياسة ووسائل الإعلام، وكان آخرها “قداس الحلم الأمريكي: المبادئ العشرة لتركيز الثروة والسلطة”.
وقد حصل تشومسكي على العديد من الجوائز، منها: جائزة كيوتو في العلوم الأساسية، وميدالية هيلمهولتز، وميدالية بن فرانكلين في علوم الكمبيوتر والمعرفة.
فقدانه تعد خسارة لأحد أبرز رموز الأستقلال والأحتجاج في العالم، فهو معروف عنه بمواقفه ونقده اللاذغ ضد سياسات الأمبريالية والرأسمالية التي تقودها الأمريكا وحلفائها.