البرات عند الأيزديين: رمز للهوية والسلام الروحي

مقالات /حيدر عربو اليوسفاني
ما هو البرات؟
البرات هو أحد الرموز الدينية العميقة في الديانة الأيزدية. يُمثل البراءة والطهارة، ويُعتبر علامة على الهوية الدينية للأيزدي. يحتفظ به كل فرد، ويوضع غالبًا في مكان خاص داخل البيت، لأنه يحمل قداسة ومعاني روحية كبيرة.
مم يتكوّن؟
تراب مقدس: يُجمع من كهف البرات قرب مزار شيشم في لالش.
ماء طاهر: من كانياسپي، أحد ينابيع لالش المباركة.
اللبن: يُستخدم كمادة رابطة ترمز إلى النقاء.
متى يُصنع؟
في ليلة “شەڤبرات” (التي تعني ليلة البراءة)، يجتمع بابا چاويش وخادمات لالش العازبات ويصنعونه مع الشباب والفتيات، ضمن طقس جماعي يجري في أجواء إيمانية وروحية خاصة.
الاستخدامات الدينية والاجتماعية للبرات:
1. مراسم الدفن
يوضع البرات على وجه المتوفي (العينين، الأنف، الفم، الأذنين) كرمز للتطهير الروحي والوداع.
2. عقد الأخوة في الآخرة
يُذاب البرات في ماء “كانياسپي” ويُشرب من قبل شخصين ليتخذا بعضهما كإخوة في العالم الآخر.
3. وسيلة للصلح العشائري
عند حدوث خصومات أو جرائم (كالقتل)، يُستخدم البرات لتثبيت الصلح وإعادة الثقة بين العائلات.
4. رمز يمنع التزاوج بين من تبادلوه
لا يجوز تبادله بين الزوج والزوجة لأن ذلك يُعد عقدًا روحيًا يجعلهم إخوة في الآخرة.
5. هدية روحية خلال زيارات القوالين
يُمنح البرات من قبل القوالين أثناء حملهم طاووس ملك في زياراتهم للقرى.
6. حق ديني لكل أيزدي
لكل زائر إلى لالش حق طلب البرات من المجيور والاحتفاظ به.
البرات وعيد رأس السنة
يرتبط البرات بحدث ديني كبير: نزول سر طاووس ملك إلى لالش، والذي يحتفل به في ليلة “شەڤبرات”، يليها “عيد رأس السنة الأيزدية” صباح أول أربعاء من نيسان الشرقي. وقد غيّر الشيخ حسن هذا الموعد لاحقًا ليوافق ليلة 15 شعبان في التقويم الهجري.
في الختام
البرات ليس مجرد طقس أو مادة، بل هو جسر بين الروح والمجتمع، بين الماضي والحاضر. يحمل الأيزدي معه البرات أينما ذهب، كوثيقة مقدسة وشهادة على انتمائه وسلامه الداخلي