الزاد في صيام و عيد ئيزي

حيدر عربو اليوسفاني

ينفرد مطبخ المجتمع الايزيدي دون سواه من مطابخ المجتمعات المجاورة، ويزخر بالعديد من الاكلات الشعبية التي تمتاز بمذاقها الطيب واللذيذ والشهي، وتجيد المرأة الايزيدية إعداد مائدة غنية بأصناف عديدة من المأكولات والأطعمة، لها تراثها التاريخي وتعتبر من الفلكلور الايزيدي الرصين , هناك اكلات خاصة بمناسبات معينة لم يغير الزمن منها شيئاً و ربما تكون عمر هذه التقاليد الغدائية مئات السنين منها ماهو متبع الان عند الايزيدية كما كان الامر مع الاباء و الاجداد و ربما اقدم اكلات التراثية هي التي نمارسها الان هي الخاصة بالاعياد و المناسبات الدينية و الاجتماعية ؛الزاد التي يحضره المراة الايزيدي خلال صوم وعيد ايزي انموذجياً ، لاتزال بعض الاكلات التراثية لدى الايزيديين تحظى باهتمام بالغ خلال صيام ايزي رغم انحسارها في بعض المناطق ،لكن مناطق عديدة تفضلها و تعتبرها جزءاً مهماً من سفرة الزاد التي تتميز باكلات ذات طعم و مذاق خاص
في مساء يوم الاول من الصيام تقوم النساء بتحضير بعض الحلويات و خاصة الزبيب و التين اليابس و يوزعون على الجيران بهذه المناسبة و كما تقوم بعض منهن بتحضير سينية كاملة من الطعام و الحلويات و الفواكهة و يعطون للعوائل الفقيراء بمناسبة خير امواتهم (خيرا مرييا ) ,
و قبل الفجر تقوم اغلب العوائل بتحضير الفطور قبل الفجر و بعض العوائل تقوم بدعوة الجيران و الاصدقاء لتناول وجبة السحور (باشيف) او وجبة الفطور (فتاربون ) .
الاكلات الرئيسية في هذه الصيام الا وهي الكبة المعروفة (كوتلك) من حبية ناعمة و محشية باللحم و البصل و التوابل و حبات الرمان اليابسة التي تسمى بالكوردي (ترش) و تقديم مع مرقة حامض ولا نغالي اذا قلنا بان هذا العيد هو مهرجان الكبة فلا تدخل بيت الا وقد هيأ هذا الطبق لتقديمه سواء في الفطور او في صباح العيد , و هي من الاكلات التي حافظ عليها المطبخ الايزيدي ، و لم تتغير منذ سنوات طويلة ، حيثُ ورثها على امتداد الاجيال ، و حافظوا على شكلها و طريقة اعدادها و طبخها ، و هذا ما يجعل سر في مذاقها ، و لا احد يعرف بالضبط تاريخ ظهور هذه الاكلة ،رغم زحف هذه الاكلات على شعوب اخرى و محاولة تقليدها ، لكنها بقيت بخصوصيتها في المطبخ الايزيدي
كما هناك اكلات اخرى معروفة في هذه المناسبة الا وهي لحم المغلي مع البرغل و مرقة الحمص بالحامض (ترش) و تشريب و الرز و شوربة العدس … الخ ، كما هناك اكلات يتم اعدادها في السحور يختلف تماماً عن اكلات الفطور ومنها (قيسي ، بطاطا مسلوقة ، و راشي ، و قيمر و دهن الحر و كشك ..الخ )
وفي صباح العيد يطبخون الباجة و يسمون بـ (تاشتيا شيشمس ) سحور الشيخ شمس ,و تبدأ الزيارات بمناسبة العيد ؛وخلال الزيارات تبرز (الكليجة) كونها الزاد او الطعام الابرز الذي يرمز للعيد وهي المعمول الشعبي و التراثي الذي يقدم في العيد و يحتوي على انواع عدة ، ابرزها كليجة التمر
قبل الفطور يقوم الايزيدي بالتوجه الى البيت لتناول الفطور حيث يغتسل الايزيدي و بعد ذلك يتوجه بالدعاء الى الله تعالى داعياً الخير لعامة الناس و ثم لنفسه و اهله و ابناء جلدته , بعد غروب الشمس يقوم الفرد الايزيدي بتقبيل( البرات ) و عند بدء الفطور يقبل رغيف الخبز كنعمة من نعم الله تعالى ثم يقول: يا الله ان تقبلي يومي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى