فلسفة خبز(سه وك ) في عيد الباتزمية

مقالات/حيدر عربو اليوسفاني

بلا ريب يحتفل الايزديون بالكثير من الاعياد خلال السنة ،قسم منهم يحتفل بها الايزديون ككل ،و قسم يرتبط بطبقة معينة كالعيد ميميلاف الخاص بالعشائر جوانا و عيد الخرقة الخاصة بطبقة الفقراء ،و عيد الباتزمية يحتفل بها قبيلة الجيلكا و ابيار بير آلي ،مناسبة عقائدية دينية يؤمن بها قبيلة جيلكا يختلف عن بقية الاعياد الايزيدية الاخرى بطول مدتها و اختلاف مراسيمها و طقوسها .يصادف هذا العيد فترة اربعينية الشتاء ,ففي الغالب ينتهي بـ 19 او 20 من اربعينية حسب حساب جبل شنكال اي ما يعادل 12او13 من اربعينة بحساب التقويم الشرقي ،طول مدة مراسيم العيد و طقوسها سبعة ايام و لكل يوم عمل خاص ما عدا ايام الصوم ومن الطقوس هذا العيد عمل نوع من الخبز الذي يسمى بـ(سه وك) و يخبزون هذا الخبز في يوم الاربعاء من ايام العيد ، . لان عوائل جيلكانية لا يصنعون الخبز العادي في هذا العيد بل يصنعون الصوك طيلة ايام العيد و يقدمون هذا الصوك للضيوف و الجيران وهو بمثابة توبرك حسب اعتقادهم .
ومن طقوس عمل صوك ، يحضر قبل يوم واحد من نحر الذبائح يقوم البير (احد ابيار بيرآلي) و معه الخميرة وهي عبارة عن عجينة خاصة قدم لهم بيرهم من الطحين و خمره بالجوز التي تسمى (كوزه ديرديلي) نسبة الى منطقة الديرديل التي ظهر فيه (بيري آلي )قدس سره، حيث يجلبون من هناك و يضعونها في العجين كي تتخمر و توزع على الجميع لعجن العجينة الخاص للصوك و يعمل الصوك من ذلك العجين و يكون عادة بحجم رغيف خبز متوسط الحجم على الساج و بواسطة الحطب ،حيثُ لا يجوز استخدام الغاز او النفط لذلك يتكون هذا النوع من الخبز من العجين و الملح و الدهن الحر (رووني بةز) و ينقش عليه رسومات و زخاريف على شكل قرص الشمس ، حيث ينقش سطحها بالشكل التالي فوسطها بشكل مربع معناها الاتجاهات الاربعة يتوسطه خطين متقاطعين حيث يجعل منه اربع مثلثات متساوية وهي تعبر عن الفصول الاربعة و يضع على جوانبها خطوط طولية اثناعشرة خطاً و كل خطة 30او 31 نقطة معبراً عن اشهر السنة و عدد ايامها ، و يدهن وجهها بالدهن الحر او الشحم الذائب بحيث يجعل منها لامعاً و يشبه بالقرص الشمس و معناه الحياة الجديدة او اليوم الجديد لانه مع اشراقه تتجدد الحياة. ما ينقش على الصوك لليس للزينة و انما تدل على معاني ذات رموز فلسفية يرتبط بالطبيعة .