مؤتمر الحوار الإيزيدي – الإيزيدي و الاصلاح

مقالات/خالد الياس رفو

منذ بضعة أيام هناك حديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، ومواقع الإنترنت ، ومن خلال البث المباشر .. يدور هذا الحديث حول المؤتمر المرتقب عقده في خريف هذا العام في دولة ألمانيا الاتحادية .

من الواضح أن هناك انقسامًا بين المثقفين والكتّاب والنشطاء والمتابعين والمهتمين بالشأن الإيزيدي حول هذا المؤتمر . فالبعض يؤيد انعقاده ، بينما يرفضه البعض الآخر .

هذا الانقسام ، حسب وجهة نظري الشخصية ، ليس سيئًا ، بل يُعدّ حالة صحية إذا نظرنا إليه بعينٍ محايدة ، لأنّ الاختلاف في وجهات النظر غالبًا ما يولّد تفاعلًا بين الأطراف ، يقودنا إلى أفضل الحلول الممكنة لتبنيها وتطبيقها .

في الأصل .. فكرة الإصلاح ، إن كان الهدف منها هو حل إشكالية بين أفراد أو جماعات أو حتى مجتمع بأكمله ، ينبغي أن تكون محل تقدير من قبل النخبة من المتعلمين والمثقفين والمهتمين والمتابعين للشأن الأيزيدي .

الحوار لغة العقلاء ، وأي حوار يهدف إلى مناقشة أوضاع شعب مرّ بمآسٍ وآلام كبيرة وتعرض لشتى أنواع الانتهاكات ، بما في ذلك الإبادات الجماعية ، يجب أن يكون هدفه الأساسي هو خلق منظومة عمل تعمل على إنقاذ هذا الشعب من تداعيات تلك الويلات ، وبكيفية تضمن الحفاظ على قيمه وتاريخه وهويته .

هناك تساؤلات عديدة حول رؤية القائمين على المؤتمر تجاه بعض الأمور المهمة جدًا بالنسبة للشارع الإيزيدي ، ونذكر منها ، ما هي الهوية الإيزيدية .؟

أعتقد أن الجواب عن هذا التساؤل – بحسب إيماني الشخصي ، ويشاركني به الكثيرون ، إن لم نقل أغلبية الإيزيديين – هو غاية في البساطة .
الهوية الإيزيدية هي [ الديانة الإيزيدية ] بحد ذاتها .
( الأيزدياتي ) من الديانات القومية ، بمعنى أن الشعب المنتمي لهذه الديانة ، تُشكل ديانته هويته .

وهذه الهوية يجب أن تكون مستقلة ، غير مرتبطة بأي هوية أخرى ، فيجب الكفّ عن ربط الإيزيديين بالزرادشتية تارة ، و بالميثرائية تارة أخرى ، أو دمجهم ضمن الهوية العربية أو الهوية الكردية .

على الجميع أن يقتنع أن هويتنا يجب أن تكون مستقلة إيزيدية فقط ، وهذه الاستقلالية ليست ضد أي هوية أو شعب آخر .

من المهم جدًا ( وهذا ما يُقلق الإيزيديين ) عدم المساس بثوابت الدين ، لأن المساس بها يعني إنهاء الوجود الإيزيدي . ونأمل من القائمين على المؤتمر أن يتفهموا ذلك ، ويتجنبوا الخوض في مجازفات قد تجرّنا إلى ما لا تُحمد عقباه .

أما فيما يخص الفئات ( الطبقات ) الإيزيدية ( شيخ ، بير ، مريد ) والحديث عن السماح بالزواج بينها أوتشكيل فئة ( طبقة ) جديدة ، والسماح لمن خرج أجدادهم من الدين بالعودة ، يُعدّ انتحارًا .
ومن المهم جدا أن ( نعلم ) نتذكر هنا ، أن الإبادات البشعة والكثيرة التي تعرضنا لها عبر تاريخنا الطويل ، لم تكن بسبب ، انه عند الأيزيديين أكثر من فئة ( طبقة ) ، او لان الزواج محرم بين هذه الفئات ( الطبقات ) عندنا .

الجميع يسمي فئات المجتمع الأيزيدي ( شيخ ، بير ، مريد ) يسمون ب ( الطبقات ) وانا أفضل تسمية ب ( فئات ) .
أجد شخصياً ان تسمية ( الطبقات ) ليست في محلها وهي تخالف روح وجوهر العقيدة الأيزيدية ، لان الأيزيديين متساون في الديانة الأيزيدية ، وفي المحصلة جميعنا ( مريد ) لان الشيخ هو مريد ولديه شيخ و بير ، وكذلك البير هو مريد ولديه شيخ و بير ، بمعنى جميعنا مريدي الديانة الأيزيدية ، لكننا ننقسم الى ( فئات ) مختلفة .

الاختلاف في الرؤى عملية صحية ممكن أن ينتج منها حلول يكون تبنيها هو في صالح الجميع ، والمهم أن يتم تجنب إثارة الخلافات بسبب الاختلاف في الرؤى .

نأمل بأن تكون مخرجات المؤتمر ” الحوار الايزيدي الايزيدي ” تنصب في الصالح العام للشعب الأيزيدي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى