مدارات فكرية،مراد سليمان علو

زيوا نيوز / مقالات

تأسيسا على سؤال الفيلسوف أريك فروم المهم في متن كتابه المهم (المجتمع السليم): أي نوع من الرجال يحتاجه المجتمع الحديث؟
يقال بأن الإنسان استطاع في القرن الذي يقع بين عامي (1814) و (1914) أن يعيش في فترة من أهدأ ما عرف التاريخ. وأحس المرء بفرديته، لا يخضع إلا َّ لقانون العقل، ولا يتبع إلا ما يُصدره لنفسه من قرارات.
كذلك يقال في العراق الحديث كانت الفترة ما بين الثلاثينيات والى نهاية السبعينيات أي قبل الحرب العراقية ـ الإيرانية. من أوفر فترات الرفاهية للشعب العراقي.
ويرجع عالم الاجتماع أريك فروم ويقول: إن علماء النفس، وأطباء البشر، والعلاج النفساني. وكذلك علماء التحليل النفساني أصبحوا خطرا على تقدم الإنسان، أيُ ُّ بالاسترسال في اللهو، وبالاندفاع في الاستهلاك. وبانعدام التفرد والذاتية المستقلة.
عندما تظن والكلام لكاتب المقال مراد سليمان علو: بأنك حر ولا سلطة لأحد عليك، لا رب تعبده، ولا نبي تتبعه، ولا رئيس تصفق له، ولا قائد تسير خلفه، ولا أب تسمع كلامه. وتدرك على حين غرة ان الانسان من الصعب عليه العيش دون سلطان، حينها يحق لك أن تعنون ضميرك ليكون رقيبك.
يقول غوستاف لوبون:
“الأفكار الفلسفية التي أدت الى الثورة الفرنسية أخذت وقتا طويلا قبل أن تنغرس في الروح الشعبية، ونحن نعلم مدى قوتها التي لا تقاوم بعدما استقرت في النفوس. لقد أدت الى انتفاضة شعب بأسره من أجل التوصل الى العدالة الاجتماعية”.
أقول: أذن الأمر يستحق المحاولة ليس مرة واحدة فقط، بل مرات ومرات حتى نتأكد من غرسها جيدا في العقل الجمعي الباطن، وعندما تحين الفرصة ستنتفض الروح الشعبية.
علينا التأكيد على مسألة الدخول في القطيع، علينا ألا نغتر بالانتماء، فهو أخطر من كل شيء، الانتماء سد منيع يمنعك من التدفق والتقدم بل حتى من السير ولو ببطء. فتأمل!!!
وفي هذا الشأن يقول (أدلاي ستيفنسن) في خطاب له بجامعة كولمبيا عام (1954): “الخطر في أن نتحول الى أفراد آليين يكمن في أنه ليست هناك سلطة نعد في خطر العبودية، ولكنَّ َّ مباشرة تتحكم فينا، ولكنَّا نخضع لسلطة جديدة، معنوية غريبة شخصية، هي ضرورة ُّ التجانس مع بقية أعضاء المجتمع. في ظل هذه السلطة الجديدة، سلطة التجانس، لا نخضع ُّ لفرد بعينه، ولا نصطرع مع أصحاب السلطة والنفوذ، ولكنَّا لا نملك لأنفسنا عقائد خاصة َّ بنا، ينعدم عند الإنسان الشعور بفرديته، بل ويكاد ألا يكون لديه إحساس بذاته”.
هنا، أقول: لماذا لا نضع سؤالا نسأل أنفسنا فيه: هل فكرتنا عن العالم أبعد مدى عن إمكانيات أعيننا وآذاننا؟
لا شك للثقافة الدور الأساسي في صنع هوية مجتمع ما. ولا ضير في أن يظل المثقف شبه مجهول أو حتى مجهول تماما لدى فئات عديدة. وهذا ما حصل ويحصل في كل المجتمعات المتمدنة.
نعلم جيدا ان الهجرات الكبرى في سوريا والعراق ولبنان وغيرها من بلدان الشرق الاوسط عبر التاريخ قد صاحبها تغييرات عميقة في العقائد وفي بنية المجتمعات التي حلت فيها، وبالتالي فان موسم الهجرات الكبرى تعكس صيرورة جديدة للهوية وللمكان والزمان؛ عليه أظن أنه على بعضنا أن يتحدى الأعراف والتقاليد الجمعية، علينا أن نقتنع بوجود بعض الأجزاء المفقودة في قصص وحكايات وأساطير ماضينا.
علينا أن نحاول نبين أننا قادرين على تحقيق إنجازات للمجتمع الذي ننتمي اليه في جميع المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى