هروب النازحين من اقليم كردستان خوفاً من خطابات الكراهية و التهديدات و الهجرة تستنفر كوادرها
زيوا نيوز – سنجار
في حادثة هي الاولى من نوعها على مستوى العالم نزح النازحين الايزيديين الى قضاء سنجار بعد ما كانوا يقطنون مخيمات النزوح باقليم كردستان العراق بعد تصاعد وتيرة خطابات الكراهية تجاههم و عجز حكومة الاقليم عن ايقافها.
بداية القصة
في يوم 3 من اب ظهرت شخصية ايزيدية في مقطع فيديو و تحدث عن ما جرى للايزيدية على يد الدولة الاسلامية في العراق و الشام و قال ضمن كلمته ان الابادات ستستمر في ظل استمرار الفكر الداعشي و ذكر على متن كلمته اسم النبي محمد مما اثار غضب الامة الاسلامية.
بدات موجة خطابات الكراهية في اقليم كردستان العراق مطالبين باعتذار و بذلك زرعوا الخوف في قلوب النازحين كونهم يقطنون الخيم و لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم في حال حدوث اي امر خارج عن السيطرة.
و نشر الشخصية الايزيدية قاسم ششو قائد قوات البيشمركة توضيحاً حول كلمته التي تسببت بالكثير من ردود الفعل قائلاً،”لم اكن اقصد النبي محمد بل كنت اقصد الفكر المتطرف الاسلامي الذي تعرض من خلال الايزيدية الى ابادة جماعية”.
ذلك لم يكن كافياً بنظر المتطرفين، فتصاعدت خطابات الكراهية الى نحو 3750 خطاب ضد الايزيدية بحسب منظمة بتريكور لحقوق الإنسان في 24 أولى من الحدث.
محاولات التطبيع
و في محاولة لتهدئة الوضع زار المرحع الديني الايزيدي الأعلى اتحاد علماء الدين الاسلامي في اربيل و اجتمع معهم لتقريب وجهات النظر و بدا اتحاد العلماء تفهمهم للوضع و اكدوا على ضرورة الحفاظ على النسيج الاجتماعي في المنطقة.
و قال البابا شيخ و هو المرجع الديني الاعلى للايزيديين بان الكلمة التي ظهرت الفيديوهات لم تكن مقصودة و ان من الممكن ان يقع كل انسان في الخطأ داعياً المسامحة.
و نشر يوم امس المجامع الايزيدي بياناً وضع فيه النقاط على الحروف و طالب من خلاله تسريع قانون لمنع خطابات الكراهية واصفا ايها بانها تهدد النسيج الاجتماعي و تشكل خطراً على المجتمع الايزيدي.
و قدمت نحو عشر وزارات و مراكز و نواب شكاوي على الشخصية الايزيدية في المحاكم في عموم العراق و صدر امر قبضه من محكمة الموصل مما اثار غضب الشارع الايزيدي.
و طالب الناشط الايزيدي مراد اسماعيل و هو رئيس اكاديمية سنجار من خلال صحفته على الفيسبوك القضاء العراقي بإصدار نحو 200 الف مذكرة قبض لمن اساء الى الايزيدية و ديانتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
حقيقة هروب النازحين
بعد ان تلقى الايزيدية في اقليم كردستان بعض التهديدات على مواقع التواصل الاجتماعي و من خلال الفيديوهات و البثوث المباشرة لجا بعضهم منذ صباح يوم امس الجمعة الى الفرار من مخيمات النزوح وتوجهت الى سنجار.
و استنفرت وزارة الهجرة و المهجرين العراقية كوادرها و اصدرت توجيهات بايصال فرق و مساعدةت عاجلة لقضاء سنجار و خاصة للغوائل التي هربت من المخيمات خوفاً من خطابات الكراهية.
و سجلت حتى الان قرابة الف عائلة و لازال الهروب مستمراً، بينما نفت وزارة الظاخلية باقليم كردستان وجود اي مخاوف تهدد وجود النازحين في الاقليم و دعت النازحين الى البقاء في المخيمات لكن ذلك لم يكن كافياً و لم تستطع من خلال بيانها وقف موجة النازحين باتجاه سنجار.
و نشر ناشطون ايزيديون صورا و فيديوهات ظهرت من خلالها عوائل ايزيدية تهرب من مخيمات النزوح مما اكد صحة هروب النازحين من اقليم كردستان في سيناريو مشابه لهروب الايزيدية في عام 2014 من تنظيم داعش الارهابي.
