وحدات مقاومة سنجار تصدر بياناً في الذكرى الثامنة لتحرير مناطق جنوب جبل سنجار

مركز الأخبار
في الذكرى الثامنة لتحرير مناطق جنوب جبل سنجار من سيطرة تنظيم داعش، أصدرت وحدات مقاومة سنجار (YBŞ) بياناً أكدت فيه أن هذا اليوم يمثل رمزاً للكرامة والحرية التي انتُزعت بدماء الشهداء وتضحيات المقاتلين.
وقالت الوحدات في بيانها الصادر اليوم، الإثنين، إن العملية التي أطلقت في عام 2017 تحت اسم “ثأراً لشهداء إيزيدخان” جاءت بعد سبعة أشهر من القتال المتواصل في الخطوط الأمامية من قريتي حيالي_سكينيـة إلى باب شلـو مروراً بـ أم ديبان على الحدود العراقية السورية، حيث لم نترك سلاحنا ولا عزيمتنا. كنا نحمل في أعيننا صور المختطفات، وفي صدورنا صرخات الأمهات، وفي أكتافنا أمانة شعب بأكمله
و جاء في البيان:
إلى الـرأي العام..
”من صرخـة نسائنـا المختطفـات، انفجر لهيب المقاومـة، وتوهج فجـر التحـريـر”
في هذا اليوم العظيم، الـ٢٧ من أيار لعام 2017، أطلقنا حملة أو عملية عسكرية وإنسانية وأخلاقية حملت اسم “ثـأراً لشهداء إيـزيـدخان”، لتحرير قرانا الجنوبيـة من براثن مرتزقة داعـ.ـش – مجمـع جزيـرة(سيبـاي)، قحطانيـة (تل عزيـر)، وعدنانيـة(گرزرك) – بعد أن شهدت هذه الأرض الطاهرة أقسى صور الإبـادة والظلم.
لقد كانت حملتنا هذه ثمرة “سبعة أشهر” متواصلة من القتال في الخطوط الأمامية، من قريتي حيالـي_سكينيـة إلى باب شلـو مروراً بـ أم ديبان على الحدود العراقية السورية، حيث لم نترك سلاحنا ولا عزيمتنا. كنا نحمل في أعيننا صور المختطفات، وفي صدورنا صرخات الأمهات، وفي أكتافنا أمانة شعب بأكمله.
خلال خمس أيام من معارك متفرقة ضمن هذه الحملة، خط رفاقنا ملاحم بطولية تخلد في الذاكرة. استشهد رفيقنا شرفـان بوطـان أثناء تحرير مجمع جزيرة(سيبـاي)، وأُصيب ثلاثة من رفاقنا، لكنهم واصلوا التقدم، متحدين الموت، لأن خلفهم شعب ينتظر، وحق لا يسقط بالتقادم.
نحن لا نذكر هذا اليوم كي ندونه في سجل الأيام فقط، بل نحييه لأنه يوم ولدت فيه الكرامة من بين الرماد. يوم أثبتنا فيه أن المرأة الإيـزيـديـة التي سبيت، لن تنسى، وأن من أراد لنا الفناء، سيسقط تحت أقدام مقاتلينا الأبطال.
كما نستحضر اليوم، بكل فخر واعتزاز، أسماء قادتنا الشهداء: أكر جفري، شنكال تولهلدان، جكر گوي، آمد چرچلا وروجدا، وغيرهم، نستذكرهم وهم يمضون في ذاكرتنا أحياء، يحملون سلاحهم وقلوبهم المشتعلة بإيمان لا يلين بالحرية، هؤلاء الشهداء الأبرار كانوا طلائع هذه الحملة، مشاعل دربنا، وركائز ثباتنا الراسخة.
على شعبنا وأهلنا إلا ينسى؛ بـ إن القرى التي تحررت، عادت إليها الحياة، لا بمعجزة، بل بدماء أبناءهم. وهذه الحقيقة يجب أن تبقى في ضمير كل من يمشي على هذه الأرض. الحرية لم تمنح لنا، بل انتزعناها من بين أنياب القتل، وكتبناها بأرواحنا.
إننا في وحدات مقاومة سنجار الـ YBŞ نؤمن أن دم الشهداء لا ينسى، ولا يذهب هدراً. هو الذاكرة التي لا تموت، وهو العهد الذي لا ينقض. على شعبنا أن يظل وفياً لأبنائه الذين قاتلوا نيابة عنه، أن يحيي أسماءهم في ذاكرته الجماعية، وأن يعلم اطفالهم والأجيال القادمة أن هناك من اختار الموت، كي نعيش نحن بكرامة.
لقد نجحت حملة ” ثـأراً لشهداء إيـزيـدخان”، لا فقط في طرد العدو، بل في استعادة كرامة مجتمع بكامله. كانت بداية لتحرير الذات قبل الأرض، لهذا، حققنا هدفنا، وكانت النتيجة تحرير الأرض، ورد الاعتبار للمرأة الإيـزيـديـة، التي حاولوا كسرها فنهضت بيننا رمزا للقوة والبقاء.
لذلك، نهدي هذه الحملة التحريرية، وهذه اللحظات التي خطت بالدم والفرح، إلى أرواح شهدائنا الأبرار وأهلنا، رفاقنا الصامدين، وإلى عوائل الشهداء التي قدمت أبناءها قرابين للعزة، وزرعتهم في تراب الوطن لتورق كرامة لا تذبل.
نعاهدهم، لا وعداً هشاً بل قسماً صلباً لا ينكسر، بأننا سنبقى على العهد، أوفياء لخطاهم، لا نحيد عن دربهم، نحمل سلاحهم كما نحمل ذكراهم، ونمضي كما مضوا: رؤوسنا مرفوعة، وقلوبنا مشتعلة بإرثهم النقي.
سندافع عن شعبنا كما يدافع الجذر عن الشجرة، نذود عن الأرض كما تذود الروح عن الجسد، ونُكمل ما بدأوه حتى آخر رمق، حتى لا يُهان مظلوم، ولا يُسبى بريء، ولا يُطأطئ أحد الرأس في سنجار/شنكال من جديد.
سنحقق أحلامهم التي كُتبت بالدم، وسنرفع راية أهدافهم في أعالي الجبال، حتى تعانق الحرية أرضنا، وتُزهر العدالة في كل بيت، وتعود الكرامة إلى كل صدر أوجعته الخيانة.
المجد لشهدائنا،
قيـادة وحـدات مقاومـة سنجـار
التاريـخ ٢٧ أيار ٢٠٢٥