الحرب المعلنة ضد وزيرة الهجرة

مقالات/محمود الربيعي


لايخفى على الجميع ملف النزوح وأهميته وإعادة النازحين وغلق المخيمات والإشكاليات التي رافقت هذا الملف والهجمات التي تعرضت لها وزيرة الهجرة والمهجرين السيدة ايفان فائق جابرو حيث اتهمت بكثير من التهم وعلى سبيل المثال

اتهمها البعض بـ”الكذب” والاخر بـ”مخالفة الدستور” وتهددها الدخيل والدليمي بالاستجواب النيابي والأسباب ليست مجهولة، فكل ذلك تزامن مع إنهاء ملف النازحين الإيزيديين في إقليم كردستان ورفع دعوى قضائية على رئيسه لرفضه إغلاق المخيمات ما قاد أعضاء حزب بارزاني لشن حرب من مختلف المحاور على وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو واتهامها جزافا بالعديد من التهم رغم أن الوزيرة أقصمت مؤخرا ظهر مهاجميها بعد أن كسبت دعوى قضائية ضد البرلمانية عن “البارتي” إخلاص الدليمي بتهمة الإساءة والتشهير. فما أصل الحدث؟ ولماذا كل هذا العداء؟ هل استفزتهم جابرو بإنهاء ملف النازحين الإيزيديين بالإقليم؟ أم إن المستهدَف هو ريان الكلداني ونشاطه في الموصل؟

*أصل القصة والعداء البارزاني للوزيرة

في مطلع كانون الثاني الماضي، حددت وزارة الهجرة والمهجرين، الـ 30 من حزيران المقبل موعداً افتراضياً لإغلاق مخيمات النازحين بشكل نهائي، بعد تقدير الموقف لنتائج المسح الميداني للراغبين بالعودة طوعاً.

وقبل ذلك بشهر، قالت الوزيرة إيفان فائق جبرو، إنَّ العدَّ التنازلي قد بدأ لإنهاء ملف النزوح، منوهة بأنَّ ما تبقى هو 26 مخيماً أغلبها في إقليم كردستان، و27 ألف عائلة أغلبها من قضاء سنجار.

ومنذ الإعلانَين أعلاه وإلى اليوم، تعرضت وزيرة الهجرة إلى مهاجمات عديدة من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني وبدأ هؤلاء بكيل الاتهامات لها كون إغلاق تلك المخيمات سيضرهم كثيرا.
وفي اكثر من تصريح لها، دعت وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جبرو ، حكومة إقليم كردستان لتنفيذ قرارات مجلس الوزراء الاتحادي فيما يتعلق بغلق مخيمات النازحين والسماح لهم بالعودة الى مناطق سكناهم، مؤكدة اتخاذ جميع السبل لعودة النازحين وإنهاء ملف النزوح.

*تشهير وإساءة .. وإنصاف قضائي

توالت ردود الفعل الكردية على وزيرة الهجرة محملة بالتهم المطلقة جزافا، حتى رفعت الأخيرة دعوى قضائية بحق النائبة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني إخلاص الدليمي بتهمة الإساءة والتشهير ضدها.
بعد ذلك بأيام، كسبت الوزيرة الدعوى القضائية المقامة على الدليمي بتهمة الإساءة والتشهير، بالقرار الصادر من محكمة جنح الكرخ والمصادق عليه تمييزيا من قبل الهيئة التمييزية.

*حرب معلنة

بعد كسب الوزيرة للدعوى، ضاقت الأرض بنواب بارزاني حتى بدأوا بالتحشيد ضد جبرو والتصريح لمختلف وسائل الإعلام ضدها وكيل التهم الباطلة بحقها وهذا ما حدث عندما صرّح نائبان من الحزب الديمقراطي خلال ساعات بالضد من الوزيرة .

*الدليمي وخليل .. الأولى تهدد والثاني يهاجم

البوادر الأولى الحقيقية للحرب المعلنة جاءت أيضا على لسان خاسرة الدعوى إخلاص الدليمي وهي أحد الأذرع البارزة لبارزاني بعد أن قالت إنها ستستجوب الوزيرة في مجلس النواب بسبب “ملف السلة الغذائية المخصصة للنازحين”.

وذكرت الدليمي في تصريح لها، إن “هناك مجموعة من النواب جمعوا تواقيع نيابية لاستجواب وزيرة الهجرة، حيث ستشهد الجلسات القادمة استجوابها على خلفية تهم عديدة أبرزها استغلال الأموال المخصصة للسلة الغذائية، وفق قولها”.

لكن حديث الدليمي خلا هذه المرة أيضا من الدلائل وهو ما قد يعرضها للمساءلة القانونية مجددا.
من جانبه، اتهم عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني محما خليل، وزير الهجرة والمهجرين إيفان فائق، بـ”انتهاك الدستور وخرق القانون والحنث باليمين الدستوري، والتجاوز على حقوق النازحين وعدم وقوفها بمسافة واحدة منهم”، واصفا ادعائها بوجود جهات تمنع عودة النازحين بـ”الأكذوبة”.

واللافت أن هذه الادعاءات تصدر من جهة واحدة فقط في الإقليم وهي الحزب الديمقراطي الكردستاني، في حين يفند الاتحاد ذلك وكذلك المكون الايزيدي نفسه.

*حكومة الإقليم ترفض القرارات المتعلقة بعودة النازحين

وأعلنت ايفان فائق جابرو وزيرة الهجرة المهجرين في الحكومة الاتحادية خلال تصريح صحفي ” أبلغنا حكومة أربيل بكتب رسمية للمباشرة بغلق المخيمات وتسليم مستحقات النازحين، لكننا تفاجئنا بكتاب من حكومة أربيل ترفض قرارات مجلس الوزراء وتربط عودة النازحين باتفاقية سنجار التي هي غير معنية بالنسبة للوزارة”.

وبينت انه : “تم تسجيل عدد كبير من النازحين فيما يقارب أكثر من 6000 عائلة فقط في محافظة دهوك من المكون الايزدي يرغبون بالعودة الى مناطق سكناهم، الا ان حكومة إقليم كوردستان لا تقدم التسهيلات ولا تسمح لهم بالعودة”.

*منع وزيرة الهجرة من دخول الإقليم

بينت وزيرة الهجرة “اتجهنا الى المحكمة الاتحادية لحسم هذه الملف، وخلال الفترة الماضية كانت لدينا رغبة بزيارة مخيمات دهوك لمتابعة أوضاع النازحين وتشجيعهم في العودة الى مناطقهم، لكننا فوجئنا بقرار من أربيل بمنع وزيرة الهجرة بدخول إقليم كوردستان بسبب الدعوى المقدمة من قبلنا الى المحكمة الاتحادية حول ملف النازحين، واشترطت حكومة اربيل سحب الدعوى من المحكمة الاتحادية حينها يتم الموافقة والسماح بدخولنا الى أربيل والاقليم، وهذا ما لا نقبله ونؤكد مواصلتها”.

*دعوى ضد رئيس الإقليم

ومن المقرر أن تعقد المحكمة الاتحادية العليا جلسة في شهر آب المقبل حول قضية تتعلق بإقليم كردستان، حيث ان القضية تخص ملف النازحين وعودتهم الى مناطقهم الاصلية واغلاق المخيمات بشكل نهائي.

وبحسب جدول أعمال المحكمة الاتحادية ستناقش المحكمة الدعوى المقامة من وزيرة الهجرة والمهجرين في الحكومة الاتحادية ضد رئيس إقليم كوردستان ورئيس حكومة الإقليم ووزير الداخلية في حكومة الإقليم وتطالب فيها إلزام المدعى عليهم بتنفيذ قرار مجلس الوزراء الاتحادي في العراق لإعادة المهجرين وغلق المخيمات.

*وزيرة الهجرة: لن أتنازل عن الدعوى

وعقب كل ذلك، جددت وزير الهجرة والمهجرين ايفان فائق جابرو، عدم التنازل عن الدعوى المقامة على سلطات اقليم كردستان بشأن اغلاق مخيمات النازحين.

وقالت جابرو في تصريح لها ، “لن أتنازل عن الدعوى المقامة بحق سلطات الاقليم لحين عودة آخر نازح في مخيمات كردستان الى مناطقهم”.

*هل ريان الكلداني هو المستهدف؟
لقد أثارت نشاطات رئيس كتلة بابليون ريان الكلداني مؤخرا في نينوى حفيظة حزب بارزاني كونه بات مقربا جدا من الوزيرة والإيزيديين ما دفع العديد من المتابعين إلى الذهاب بأن الحرب الكردية الأخيرة لم تستهدف وزيرة الهجرة فقط وأنما الكلداني أيضا.

لقد أثارت نشاطات الكلداني العديدة وحصوله على مكانة مرموقة في العملية السياسية غضب حزب بارزاني الذي يرى في الكلداني شخصية تهدد المصالح الكردية في المنطقة وتحاول سحب نفوذ العائلة الحاكمة في سنجار وحتى مناطق من نينوى.

وضعً النازحين الآن
وزارة الهجرة تسعى لإغلاق جميع مخيمات النزوح في الوقت المحدد ولم يتبقى في الإقليم سوى 22 مخيماً للنازحين في دهوك واربيل بعد ان تم غلق جميع المخيمات في السليمانية وتسعى الوزارة لغلق المخيمات المتبقية في دهوك واربيل .
ممثلين كردستان حضروا لوزارة الهجرة والسيدة الوزيرة اعطتهم خارطة اغلاق مخيمات النزوح وياتي ذلك بعد تشكيل لجنة من قبل رئيس الوزراء برئاسة السيدة الوزيرة وعضوية ممثلين عن الإقليم ووزير داخلية الإقليم والجهات المعنية .

هل سيستمر حزب البارزاني بمهاجمة الوزيرة وهل ستغلق جميع المخيمات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى